مقالات

فاطمة مصطفي الدود تكتب: محو الأمية التقنية !

الرأي السوداني

أسفرت أزمة كورونا عن اضطراب مسيرة تعلّم الأطفال والشباب والكبار على نحو غير مسبوق النطاق، وفاقمت أوجه عدم المساواة في الانتفاع بفرص بنّاءة لتعلّم القراءة والكتابة، الأمر الذي أثّر على نحو غير متناسب في 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة وفقا لما ذكرته الامم المتحدة

والثامن من سبتمبر من كل عام يحتفل العالم عامة والسودان بصفة خاصة باليوم العالمي لمحو الأمية ، ورغم تواضع الاحتفال الذي أقيم في السودان بهذه المناسبة الا انه يشكل رمزية مهمة لدي كثير من الناس المهتمين بأمر محو الأمية ،حيث يعتبر التعليم هو الاساس لكل تنمية ولكل تطور وبناء في اي مجتمع من المجتمعات .

هذا الاحتفال يجب أن يكون تذكير للمسؤولين بالعمل على مضاعفة الجهود من أجل محو الأمية في السودان ليس في المدن فقط بل يجب التركيز على المناطق الطرفية والارياف باعتبارها الأكثر حوجة لمحو الأمية فيها.

ومعروف الآثار السلبية التي تحدثها الأمية وتأثيرات ذلك على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني والصحي وكل الأوضاع يمكن أن تتأثر في حالة تفشي الأمية

وان على المجتمعات أن تتمسك بحق محو الأمية، الذي يعتبر  لبنة من لبنات الحق في التعليم نظراً إلى دوره في تمكين الأفراد وتحسين ظروف حياتهم من خلال توسيع إمكانياتهم كي يعيشوا الحيـاة الـتي يرون أنّهم جديرون بها. إذ يُعتبر محو الأمية أيضاً بمثابة محرك للتنمية المستدامة، فضلاً عن كونه جزءاً متأصلاً في التعليم وشكلاً من أشكال التعلّم مدى الحياة المبنيّة على أساس الإنسانية كما هو منصوص عليه في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة.. 

وعملت كثير من البلدان واهتمت بالبند 4 وجعلته شكل من أشكال التعافي لما يمكن لمحو الأمية المساهمة في بناء أساس وطيد لتعافٍ محوره الإنسان، وذلك مع التركيز بصفة خاصة على التفاعل بين محو الأمية والمهارات الرقمية التي يحتاجها الشباب والكبار غير الملمّين بمهارات القراءة والكتابة وان يستصحب ذلك تعلّم مهارات القراءة والكتابة باستخدام التكنولوجيا بغية عدم ترك أي أحد خلف الركب.

أن الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية هو بمثابة فرصة لإعادة تصوّر مستقبل التدريس والتعلّم لأغراض محو الأميّة وذلك في غمرة الجائحة وما بعد اندثارها.

كثير من المجتمعات تحتاج الي العمل الجاد لمحو الأمية التقنية وهذا حق مكفول لهم وواجب على الدولة القيام به لأن التعلم بالتقنية يساهم كثيرا في بناء وتطور تلك المجتمعات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى