مقالات

فاطمة مصطفي الدود تكتب : كولقي… من المسؤول؟

تاسفت جدا وانشطر قلبي وسألت دموعي حسرة والما لما حدث في منطقة كولقي بشمال دارفور وجعلنا نشك في حقيقة سلام جوبا ووضعنا أمام تحديات كبيرة.

أن الأحداث التي وقعت في هذه المنطقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السلام الاجتماعي في السودان يحتاج إلى إعادة نظر وما يحدث من مبادرات مجتمعية عبارة عن زوبعة في فنجان لا وجود لها على أرض الواقع ولا تخدم السلام.

ما حدث يضع الحكومة وشركاء السلام أمام مسؤولية أخلاقية كبيرة وأمام تحد عظيم تضع نهاية وحد لتلك المآسي التي ظلت تحدث وتحدث دون رادع قوي يهدد اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه في جوبا.

كولقي تنزف.. وتدفن الجثث ولكنها لم تدفن المناظر الدامية والغدر ولن يؤمن أهلها باتفاق السلام ويعتبرونه سلاما لتصفية الحسابات وليس سلاما لخلق الأمن والاستقرار.

على لجنة تقصي الحقائق التي تم تكوينها بعد الأحداث يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة وعمل شاق لكشف المتورطين ورفع توصياتها الي الجهات الحكومية لاتخاذ ماهو يوقف مثل هذه الأعمال ومنعا لتكرارها مرة أخري في أي منطقة وفرض هيبة الدولة.
كما أن على الحكومة وحكومة شمال دارفور اتخاذ خطوات عملية وجادة لانتزاع السلاح من كافة المكونات المجتمعية وعدم تركه الا في يد القوات النظامية. لأن ما حدث في كولقي وغيرها مهدد خطير لعملية اتفاق جوبا لسلام السودان.

احترم آراء كافة المتابعين وأولئك الذين اشفقوا وطلبوا التريث ولكن لا يزال الأمل موجود في صمود الاتفاق وأنه واجب كافة النشطاء والسياسيين النظر الي إيجابيات الاتفاق ودعمها والدعوة الي معالجة نقاط الخلل فيه بالنصح والتوجيه بدلا عن صب الزيت على النار وبالتالي العودة الي حالة اللاستقرار وان نكون أكثر وعيا وإدراكا بالمخاطر التي تحاك ضد الاتفاقية لأن الذين وقعوا على الاتفاقية ليس غرباء عن الوطن لأنهم جنحوا للسلم وارتضوا العودة للوطن.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى