الخرطوم الرأي السوداني
إن يقيني راسخ بأن جهاز المخابرات الوطني في بلادنا وبتاريخه الطويل وقدراته العظيمة قادر علي حماية الدولة المدنية وسمكرتها من المهددات المختلفه ، فإذا ما نظرنا الي ما حولنا نجد ان دولا كثيرة وقعت في فخ شل وتدمير أجهزتها الأمنية بعد تغيير أنظمتها السياسية ، وهذا الفخ كان سببه ان قيادات تلك الدول لم توفق في الموازنة مابين الإصلاح والتخريب، ومابين العقيدة السابقة والعقيدة الجديده أي بين مفهوم العقيدة التي تحمي الحزب والعقيدة التي تتوآءم وتتناسب مع الواقع الجديد ، وهذه الانظمة لم تجب علي سؤال محوري وهو : كيفية تطوير أجهزة المخابرات وابعادها من الحزبية وتحويلها بإستخدام عملية جراحية حكيمة الي جهاز محترف مهني يحمي الوطن ويعمل لمصالحه العليا وليس الحزب .
إن هذه الجدلية جالت بخاطري عندما زار السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، منسوبي جهاز المخابرات في لقاء المعايدة وهو يصف الجهاز ومنسوبيه بأنهم “عصب وروح كل المنظومة الأمنية ” فهل من الممكن تصور جسم المنظومة الأمنية دونما عصب يغذي كل جسدها؟!!.
تعرض جهاز المخابرات العامة إلي حملة شرسة خلال الفترة الماضية!! ومعروف ان تلك الهجمة كان مردها إلي كثير من الممارسات التي أرتكبت في العهد السابق مما كانت نواة لانطلاقة الهجمه .
إنني و بعد أعوام من الثورة أقول إن جهاز المخابرات السوداني بخبراته ونظامه وإدآرآته ومعلوماته وقدرآته علي التحليل يظل سدا منيعا لحماية بلادنا من المهددات الماثلة والقادمه ، فلقد إنطلق فهم جديد ، فهم قائم علي جمع المعلومات وتحليلها وتسليمها للجهات المعنية العليا .
إن تجارب الآخرين مفيدة لوآقعنا في بلد تتجاذبه المخاطر والمهددات من كل صوب وحدب، لذا لا بد من النظر لكل تجارب الماضي والاستفادة منها ، فقصة جهاز الأمن بعد ذهاب الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري ليست ببعيده ، لا بد من صورة مشرقة لجهاز مخابراتنا، صورة نحافظ عليها وندعمها ونجملها ، فقد جاء عهد نؤسس فيه لجهاز مخابرات يحمي الدولة المدنية “دولة المواطنه” ، جهاز يحمي السودان من التجسس والعملاء والجرآئم التي تستهدف كيانه ووحدته .
إن جهاز مخابراتنا وبكل قدراته الهائله ونجاحاته قادر علي القيام بهذا الدور وأكثر .