الخرطوم الرأي السوداني
كان من الممكن بل الصحيح من ناحية البرتوكول ان يبقى رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بمقره بقصر الضيافة يتلقى تهاني العيد من قادة القوات النظامية كما درجت العادة ولكنه قدر ان يزور هذه القوات في مواقعها مما كان له الأثر الكبير والكل يعلم الجرح الدفين والذي ضم على أذى على جسد القوات النظامية !
ان كانت أي زيارة لأي قوة في موقعها معنى فإن زيارة الرئيس البرهان لجهاز المخابرات كان لها معنى ومعنى ومعنى وذاك لأنها من ناحية أولى عززت من ثقة قيادة الدولة فى جهاز المخابرات العامة وقيادته ممثلة في الفريق أول ركن جمال عبدالمجيد والثانى أكدت على لسان الرئيس البرهان أهمية الجهاز للدولة والقيادة والثالثة كشفها بشهادة الرئيس أيضا للاستهداف الكبير والمكشوف الذي ظل الجهاز يتعرض له
كان المعنى الأول للزيارة ضمنيا في وصول الرئيس البرهان لرئاسة الجهاز واستقبال الفريق أول ركن جمال له والرسالة الضمنية ههنا -في تقديري -أبلغ من التصريح وما قتل الأشياء والأشخاص -أحيانا -سوى التصريح !
المعنى الثاني وهو ما استوجب التصريح ويتمثل في أهمية جهاز المخابرات العامة للقيادة والدولة ولقد قال البرهان نصا في ذلك ان المخابرات بمثابة عيون القيادة وفى ذلك ايضا رد على الذين يحاولون الحط من قدر المخابرات والنيل منها
المعنى الثالث قالها الرئيس بوضوح من أن هناك جهات تستهدف المخابرات وان استهدافها كمؤسسة هو الأكبر من نوعه بين المؤسسات جميعها ومن الذكاء كان إرسال هذه الرسائل الى بريد من يهمه الأمر بلا تخصيص والتخصيص هنا على مقياس طاقية الإتهام اي من ناسبت رأسه فيليبسها!
ما بين حديث البرهان عن (أهمية الجهاز من ناحية واستهدافه من ناحية اخرى )تكمن شخصية رئيس المخابرات فريق أول ركن جمال عبدالمجيد رجل الاستخبارات العسكرية الذي تسلم رئاسة الجهاز في وقت دقيق وحرج كان التقليل فيه من أهمية الجهاز يكبر ودائرة استهدافه تتسع ما بين المناداة بحله للعمل على إضعافه بتجريده من صلاحياته وصولا حتى محاربته بجهاز ضرار !
كان ولا يزال المطلوب من الفريق اول ركن جمال عبدالمجيد العمل على مستويين الأول المحافظة على أهمية ودور جهاز المخابرات العامة كعيون للدولة والقيادة والثاني المحافظة على أصل الجهاز وعظم ظهره من الاستهداف الاخرق المنادي بالحل والعامل على الاضعاف والتجريد من المهام والجهاز الضرار
نجح الجهاز في حماية البلاد في عهد اتسم بالسيولة العامة نتيجة التغيير الكبير وذلك من خلال عيون شاخصة ترقب حركة الأغراب وضعاف النفوس داخل هذى البلاد فأحبطت جلها ولا يزال أقلها قيد النظر ينتظر ساعة الصفر للاطباق عليه من حيث لا ينتظر وهذى أسفار من الإنجازات المفاجآت ستكون متاحة للأجيال القادمة أما اليوم فإن ما لا يؤمن كشفه لا يعلن كله و إما هنا والآن فتكفي رسائل الالتزام أمام الرئيس البرهان ورسائل الاطمئنان للشعب السودانى والتى بعثها الفريق اول ركن جمال عبدالمجيد بجاهزية جهاز المخابرات العامة واستعداده التام لآداء مهامه الوطنية والمهنية للحفاظ على الأمن الوطنى ودعم الفترة الإنتقالية مجددا عهد القوات الأمنية والتزامها التام بآداء واجبها التام مع المنظومة الأمنية بكل تجرد ونكران ذات
نجح الجهاز كذلك ونجا حقيقة -حتى الآن على الأقل – من خلال عملية الهيكلة التى أجراها الفريق اول ركن جمال عبدالمجيد والتى كان البعض يريدها مدخلا للإجهاز على الجهاز كما اجهزوا بالفعل على مؤسسات أخرى فلم ترى من بعد عافية ولكن رجل الاستخبارات الصميم والذي كان يدرك مخاطر الأقوال والأفعال ويعلم خطورة الموقف ويفرق تماما ما بين الممكن والمستحيل والمطلوب والمرفوض أقبل على عملية الهيكلة بتركيز ووعي شديد واجراها باحترافية عالية ودقة مطلوبة رغم تعقيداتها ورغم التهريج الكبير والصخب المتزايد خارج غرفة العمليات وكان ان نجحت العملية بميلاد الجنين ونجت الأم وعاش الأب في ذات الوقت !