الخرطوم – الراي السوداني
لايزال التباين في مواقف شركاء السلام بعيدا فيما يتعلق ببند الترتيبات الأمنية ولم يصل الطرفان حسب المتابعات الي توافق بينهما الأمر الذي يدعو الي القلق حينا والشفقة على اتفاق جوبا لسلام السودان احيانا آخر.
ويبدو أن عدم ايفاء المجتمع الدولي ودعمه لتنفيذ الاتفاق هو المعضلة الأساسية التي تحول دون أن يمضي هذا الملف في الاتجاه الصحيح حيث لايزال هذا الملف لم يبارح مكانه إذا ما تمت مقارنته بالملفات الاخري الخاصة بالجهاز التنفيذي وهياكل الحكم الاخري التي تكونت بموجب اتفاق جوبا.
وربما يعضد المراقبون افتراضاتهم بهذا التأخير في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية بان ما تم في جوبا ماهو الا محاصصة سياسية ومساعي لتقاسم السلطة دون ان تكون هنالك ارادة حقيقية من الاطراف الموقعة على الاتفاق في عملية السلام مما دفعهم التمسك ببقاء قواتهم تحت امرتهم – ولكن لكي لا يمضي المراقبون في تلك الافتراضات فان من واجب اطراف العملية السلمية ان تشرع وباسرع ما يمكن في تنفيذ هذا البند وضرورة الدخول في عملية تسريح ودمج قواتها وتسليم السلاح الي الجهات المعنية ان اتفاق جوبا لسلام السودان لن ينهار باعتبار ان كافة الذين وقعوا على هذه الاتفاقية تذوقوا مرارات الحرب وراوا معاناتهم اهليهم في معسكرات النزوح واللجوء وعايشوا حالات الفقر التي تعيشها المجتمعات واهدار الموارد وعدم الاستفادة من كثير من الخيرات التي تنعم بها الاراضي السودانية – كما انهم فقدوا – وهذا هو الاهم – اعزاء افراد اسرهم وعائلاتهم واصدقائهم واطفالهم في الحرب وان كثير من الاسر تيتمت وتشردت بسبب استشهاد الاب او الابن الكافل لهم – فلذا ان على شركاء السلام ان يكونوا اكثر حرصا وتمسكا بهذه الاتفاقية والمحافظة عليها تحقيقا للأمن والإستقرار والتنمية التي يحتاجها السودان من اجل النهوض والازدهار