لو وضعت إخفاقات حكومة الإنتقالية كلها في كفة وانجاز تحرير منطقة الفشقة فى كفة لرجح الإنجاز الوحيد على الإخفاق الكبير وهذا ما يحمد للفريق اول عبدالفتاح البرهان والمكون العسكري وامامهم وليس خلفهم جيشنا الباسل وبقية القوات المرابطة
سوف يحفظ التاريخ إذا للفريق اول البرهان انه القائد العسكري الذي عبر نهر (الاتبراوي)بالجيش السوداني والتحم مع الجيش الأثيوبي في معارك مباشرة ودمر معسكراته وشتت قواته وعمر وسوى الأرض وأنشأ الكباري في وقت كانت فيه السكاكين تتكاثر من الخلف على ظهر هذا الجيش ويظن (الخيابة)ان عدوهم الأول بالداخل وليس على الحدود !
وانتصر الفريق اول البرهان مرة اخرى للأرض وهو يرفض عرض الشراكة المخزى والدماء التى سالت في الفشقة لم تجف بعد -كيف تصور أؤلئك (الجهال)ان تلك التسوية الرخيصة يمكن ان تمر والرجل الحر لا يشارك في أرضه وعرضه وكان ولا يزال الأفضل الف مرة ان تبقى الفشقة تحت الاحتلال حتى تحررها الأجيال كما حررها اليوم الرجال بدلا من رضاهم بتلك التسوية الرخيصة التى ركلها البرهان
ومع ركلة البرهان لا يزال هناك من يظن أن القائد العام للقوات المسلحة والذي أعاد الجزء يمكن ان يفقد الكل و من حرر الفشقة يمكن ان يفرط في السودان ؟ !
لقد استبانت مخططات هزيمة هذا الشعب وقواته المسلحة من خلال المواقف الخائرة والأباطيل التى تستوجب المحاسبة لو كنا في زمان وحال تحترم فيها القوات والرجال !
ان تأييدنا للبرهان اليوم بالمحافظة على الكل وتأمين السودان ليس دعوة للانقلاب مثلما يتصور الراجفون ان كل صيحة قتال وذلك ببساطة لادراكنا التام ان الانقلاب في هذا الوقت يعقد ولا يحل ويؤخر -كما فعل كثيرا-ولا يقدم ثم لماذا يتصورون دائما ان مطابقة الفريق اول البرهان بضرورة الضبط والربط والمحافظة على البلاد انقلاب وهو في الأصل (رئيس )من شأنه الحل والربط والانقلاب يمكن يأتي من حوله او من تحته إذ لا أحد فوقه اليوم حتى ينقلب عليه ؟!
ان تأييد الفريق اول البرهان على الضبط والربط إنما هى خطوة استباق للمخططات التى بانت والأحوال التى ساءت والصفوف التى تمايزت – صف لتضييع البلاد وتمييع القوات والوقيعة بينها وصف للثبات وشراء وحدة وسلامة وهوية البلاد بالروح والدم !
لا نتفق مع الفريق اول البرهان في كل التفاصيل وان عذرنا انفسنا قبله وهو القائد العام الذي ينظر للميدان بصورة أشمل من الزاوية التى ننظر منها للأحداث والأشخاص ولكنا نتفق معه على المواقف الفاصلة حين تستبين الخطوط الحمراء عن الرمادية
خرج البرهان اليوم ليقول للناس (أن القوات على قلب رجل واحد) فهل يظل هو ذلك الرجل الواحد الذي يجمع قلبه ما بين القوات والشعب ؟!
ان التاريخ في العادة يمنح المرء فرصة واحدة لكنه كان ولا يزال كريما مع البرهان الذي حفظه في بطن الجيش وهو ضابط صغير ضمن حركة ضباط 28رمضان حتى بلغ رتبة الفريق ودرجة المفتش العام للجيش ثم فريق اول ورئيسا لمجلس السيادة دفعة واحدة فهل يحفظ الرجل للتاريخ هذا الكرم ويتوج تاريخه العسكري بالإنتصار الكبير والأخير للجيش والشعب ؟
ان اكثر ما تحتاجه البلاد اليوم ضبط وربط البرهان وهو موقف في الحكم مثل الجيش لا يحتاج الي بيانات ولا الى دبابات وانما اعادة الجميع للحذية ومنع الكلام في الممنوع ورفع التمام في الختام
حتى الدقيقة الأخيرة ورغم عدم اتفاقنا في بعض التفاصيل نثق في ان البرهان سوف يظل أمينا على هذى البلاد وذلك لأنه ابن مؤسسة اصيلة عودتنا دائما ان تأتي في اللفة الأخيرة وان تأخرت قبل ذلك أشواط بسبب شغب المدرجات !