مقالات

ياسر الفادني يكتب : حمدوك ثم ماذا بعد ؟

الخرطوم : الرأي السوداني

ما قاله حمدوك ووصفها بالمبادرة وروج لها في موقعه قبل يوم ، هي ليست مبادرة وإنما هي خطاب سياسي وخطة لحكومته لأن المبادرة التي نعرفها هي خلق آليات جديدة وأفكار ورؤي الهدف منها ان تساق البلاد إلي الافضل سياسيا واقتصاديا وفتح أبواب جديدة يدخل منها اشخاص جدد يمكن أن يساهموا في خلق جو سياسي واقتصادي وامني معافي لهذا الوطن ، ما قاله هو عبارة عن أقلب صفحة من الكتاب القديم و أفتح غيرها ، حمدوك في آخر خطاب له إستهجن وصفه بالضعف وما قاله هو إعتراف ضمني بضعفه وضعف حاضتنه السياسية وتشظيها وتنافر الأقطاب المدنية مع بعضها وتنافر أقطاب العسكر

حمدوك لم يخرج من إطاره الضيق الحاضنة التي أتت به وقال لابد من إصلاحها وتوحيدها وذكر أمثلة لذلك تجمع المهنيين ولم ينظر إلي فضاء السودان السياسي الفسيح، لم يشرعلي الاطلاق للمعارضة التي تعارض حكمه وأقصد الإسلاميون الذي لازالوا يحركون المشهد السياسي والذي يعرف حمدوك ومن معه قدرهم تماما ومدي تاثيرهم في الساحة السياسية هو وهم يعلمون ذلك جيدا…ولكنهم يتجاهلونهم ، منهم من قال أنهم في عداد الأموات ومنهم من تعامل بلغة السمكرجية فككناهم صامولة صامولة …!

أخطر ما جاء في حديثه أنه فشل مع من يديرهم في وضع خطة اقتصادية تخرج هذه البلاد من النفق المظلم الذي ظلت تقبع فيه ثلاثة سنوات ،وأخطر ما ذكر هو عدم الإنسجام بينه وبين المكون العسكري من جهة وبين المكون العسكري في نفسه والتي وصفها بداية بالتشظي لكن عدلها بالتحديات التي تجابه الانتقال، تحدث عن نقطة جوهرية وردت في إتفاق جوبا وهي مسالة الترتيبات الأمنية لابد من تنفيذها وهو يعلم أن هذه المسألة صعبة جدا حتي الآن لم تنفذ فيها خطوة وهذا ما صرحوا به بعض الكمردات من قادة الحركات ولا أعتقد أن الترتيبات الأمنية سوف تنجز للتعقيدات التي توجد في المكونات العسكرية….

أعتقد أن الدعوات التي اطلقت لحراك الثلاثين من يونيو جعلت حمدوك يخرج من صمته ويتحدث ، ماقاله لن يؤثر في قناعة الشعب السوداني الذي عاني ماعاني ، وما قاله لا يسمن ولا يغني من جوع ، مبادرةحمدوك عندما روجها كنا نحسب أن فيها جديد وان فيها حلول للازمات التي استفحلت في هذا الوطن و برق( قبلي) كنا ننتظره أن يمطر لكنه خاب، جعلنا بمبادرته التي أعلن عنها نصوم لكنه افطرنا ببصلة ،إذن دخل الصرصور جحرا وخرج نملة!.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى