مقالات

الصادق المقلي يكتب: ما هكذا تورد الابل يا استاذ حسين..(3)

الراى السودانى

السفير الصادق المقلي

فالدعاوى امام محكمة نيويورك سوف تاخد عشرات السنين حتى يتم البت فيها.. و السودان اصبح بغيرها محصنا تماما امام اى دعاوى مستقبلية فى المحاكم الأمريكية..الامر الذى بفضله تم تطبيع العلاقات مع كافة الدول و المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و المصارف العالمية…. التى من بينها… بنك التنمية الأفريقي الذى ظل السودان محروما من التعاون معه.. رغم ان السودان كان من الدول المؤسسة له.. بل كان الخبير المصرفى السوداني… مامون بحيرى اول مدير محافظ له… و الحين بعد ان سددت بعض الدول مشكورة.. و من بينها بريطانيا ديون السودان لدى المصرف و تسديد دول أخرى مثل أمريكا و فرنسا لديوان السودان لدى البنك الدولي و صندوق النقد الدولي… اضحى السودان مؤهلا تماما لاستعادة علاقاته مع هذه المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف بعد قطيعة امتدت لثلاثين عاما…. و الآن اصبح المناخ ملائما لتدفق رؤوس الأموال الغربية و الخليجية….. لكن لا نعتقد ان المستثمر سوف يمنحنا شيكا على بياض.. فهناك الكثير من المطلوبات و Home Work الداخلي… من حين الإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد و قوانين الاستثمار الجاذبى و العديد من الإصلاحات فى النظام المصرفى و استتباب الأمن و الاستقرار في البلاد….. فعلى الاقل الموضوعية و الامانة المهنية تحتم علينا ان لا نبخس الناس اشياءهم و ان لا نتناول مثل هذه القضايا الإقليمية والدولية بهذه السطحية التى لا تخلو من الغرض و اطلاق الأحكام المسبقة…
ختاما و خلاصة نعم و باعتراف كبار المسئولين فى الدولة… المواطن يعاني من ضنك العيش….. .. لكن فى رايي المتواضع. … اذا كانت هناك اشراقة واحدة او إنجاز واحد ملموس للحكومة الانتقالية فهو بفضل حمدوك..فقد كان له الفضل.. بعد الله سبحانه وتعالى..فى اخراج السودان من نفق الانقاذ المظلم… كان السودان دولة معزولة منبوذة…فقد كسب بفضل تحرك حمدوك الدبلوماسي احترام العالم و عاد السودان الى حضن المجتمع الدولي.. و لم يعد موصما كدولة راعيه للإرهاب.. و محروما من دعم مؤسسات دولية مالية متعدده الاطراف و مصارف إقليمية كبنك التنمية الأفريقي.. فالسودان عضو مؤسس له.. لكن بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية و الأمريكية كان محروما من دعمه… بفضل جهود حمدوك تمهد الطريق تماما امام إعفاء ديون السودان التى زادت من ١٢ مليار الى ان وصلت يوم سقوط الإنقاذ أكثر من ٦٠ مليار تراكمت ل ٣٠ عاما… و اتيحت الفرصة للاستفادة السودان من موارد التنمية التى توفرها مؤسسات بروتون وودز… بالمليارات ستتدفق خلال الأشهر المقبلة ان شاء الله… فمن الاجحاف ان ننسب فشل الحاضنة السياسية للحكومة…. قحت.. لحمدوك.. و انما تلك هى مسئولية مكونيها المدنى و العسكري وبقية الشركاء… . فشل فى معظمه لا علاقه له بما يسمى بالدولة العميقة. .. انفلات الأسعار و عدم الرقابة و تهريب الذهب و الوقود و حتى السكر… انفلات امنى مخزى فى العاصمة و بعض أطراف السودان. و فى البلاد أكثر من ٨ من القوات النظامية و المتمردة سابقا… عدم اكتمال مؤسسات الحكم… ولايات من دون حكومات لأكثر من عامين.. فشل في تكوين المجلس التشريعي… المحكمة الدستورية… مجلس القضاء العالي.مجلس النيابة العالى.. كافة المفوضيات…الية الاستئناف للمتظلمين من الأحكام القضائية و من قرارات لجنة إزالة التمكين.. البطء فى العدالة.. و تراكم القضايا و الدعاوي امام محكمة دستورية غائبة… بالإضافة إلى سلحفائية فى ملفى السلام و العداله.. و لعله من الاجحاف ان ننسب فشل الحكومة الانتقالية الى حمدوك… من يعتذر و يستقيل هو حكومته.. هو تسريح هذا الترهل فى السيادى…. و وثيقة دستورية اضحت فقط حبرا على ورق.. مزقت شر ممزق بتداخل الصلاحيات.. بتغول السيادي على صلاحيات التنفيذي حيث اختلط الحابل بالنابل… و لا يفرق احد بينهما… من يستقيل ليس حمدوك… و انما وزراء الحاضنة السياسية… و أعضاء المجلس السيادي المترهل الذى كلما تمت ترضية حركة كانت متمردة تمددت العضوية… بل تمددت حتى الفترة الانتقالية… الامر الذى يجعلنا.. بخلاف ما قاله حمدوك.. لا نرى ضوءا فى نهاية النفق.. اما حديث الكاتب.. ارد عليه بالقول..بخلاف ما ذكرت . ليس حكومة الثورة على علاتها..التى دمرت.. . لكن لو استئجرت ابالسة لكى يدمروا السودان.. لما كان بمقدورهم ان يفعلول مثل ما فعل نظام الانقاذ المباد حتى و لو توفر القوت و الوقود… كان ذلك على حساب مئات من مشاريع البنية التحتية و التنمية… فى الحادى عشر من إبريل حيث سقط النظام… لم نجد طائرة واحده و تفرق دم خط هيثرو و لا سفينة واحدة و لا باخرة واحده و لا قطار واحد… من تلك القطارات التى كانت تجوب كل انحاء السودان.. و لا مشروع الجزيرة… و خزينة خاوية على عروشها و فساد يزكم الانوف.. شهدت عليه لجنة إزالة التمكين. برنامج بيوت الأشباح.. صنائع الشر و اسرار العربية الكبرى… فاى مقارنة مع حكومة الثورة… على علاتها… تلك هى مقارنة طيزى.. .اما العزف على وتيرة شهداء الجنوب اضحى أسطوانة مشروخة…. نعم نحسبهم شهداء و صديقين عند الله.. فهو اعلم بالنوايا و ما تخفى الصدور… لكن الكاتب تناسى ما حدث من بعد ذلك من اخوة لهم غرتهم الحياة الدنيا و متاعها و غرهم بالله الغرور… استقطعوا ذلك الجزء العزيز من الوطن الذى استشهد فيه من ذكرهم فى سبيل تمدد الإسلام فخاضوا فيه حربا جهادية…لكن خلفوا من بعدهم خلف اضاعوا القيم و ضاعت الفكرة و انهار المشروع الحضاري..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى