مقالات

فاطمة غزالي تكتب : إلى صديقتي ورفيقتي أمل هباني

الخرطوم : الرأي السوداني

فكرة الاستعانة ب (صديق ) التي طرحتها الزميلة الصديقة الرفيقة العزيزة أمل هباني كشفت لنا عدم قدرة العقل الجمعي السوداني وغيره على تقبل التفكير خارج الصندوق فيما يتعلق بالمرأة وإن مصادمة المجتمع معركة حماية الوطيس . مجرد التفكير الحر في أن المرأة قادر على مثل هذا النوع الانتقام في حالة التعدد القصة دي ما قادرين يهضموها، وأن موضوع الاستعانة بصديق خيار موجود من ضمن الخيارات برضو صعبة تطرق سمع آدم . وبعد كلامك يا أمل في الفضاء الواسع أصبح آدم المعدد (ما بنوم الليل) لأنو ببساطة عرف حواء المخلوق الصبور تذوق منها طعم
التضحية في كل الأزمنة والأمكنة. عارف أنها تبتسم هي حزينة ومجروحة. حواء الرقيقة الحنينة السكرة . المخلوق المسالم الوديع كيف لا وهي التي تغسل ملابس زوجها وتعطرها وهي على علم بأن زوجها سيكون الليلة مع امراة أخرى (ضرتها) تبدو قوية بيد أنها مهشمة بالداخل بكل انواع القهر النفسي والغيرة التي تأكل فؤادها . هذه هي صورة المرأة المقهورة في ذهن آدم . عندما تأتي أمل هباني وتصحي آدم بصدمة قوية وتقول له (لا) في خيار تاني وفي نائب فاعل يحل محل الفاعل اها القيامة قامت . والله القيامة القايمة دي ما كلها عشان الدين لأن الدين حرم أشياء كثيرة والناس بتتعامل معها بدون خوف من الله ، القصة لأنها مست كرامة ( سي السيد ) ، أقدر مشاعرك يا صديقتي العزيزة وأنت تحاولين انصاف النساء إلى درجة قررتي فيها مصادمة المجتمع بفكرك الحر ولا يحق لأي شخص أن يوجه لك الاساءة والتجريح ، من حقك أن تطرحي أفكارك يتقبلها من يتقبلها ويرفضها من يرفضها بدون تنمر .
بدلاً من العيش في حالة الصدمة من فكرة ( الصديق) أطرحوا الاسئلة الجوهرية لماذا طرحت أمل هذه الفكرة، هل هو اليأس من الوصول إلى المساواة بين النوع عبر القوانين ؟ التي من المفترض أن تنهي الفكر الذكوري المسيطر على عقلية المجتمع الذي يسمح للرجل أن يكون (زير للنساء)، وأن يقارع الخمر وهلم جرا وكل ذلك ولا ينتقص شيئاً من مكانته الاجتماعية، بينما نزول الطرحة من رأس الفتاة أو المرأة يمكن أن يكون مصدر تشكيك في اخلاقها كأنما العادات والتقاليد والدين يسجلون غيباً تاماً حينما يكون الفاعل رجلاً ، ويسجلون حضوراً قوياً عندما تكون الفاعل امراة وهذه الحصانة الاجتماعية التي حرص المجتمع عليها كي تحافظ مصالح الرجل (سي السيد) ، الظلم الاجتماعي للمراة دفع أمل للتفكير المتطرف الذي اراه مجرد استفزاز للحالة التناقض التي تعيشها مجتمعاتنا
من خلال معرفتي للصديقة أمل هباني اعتقدت أنها طرحت فكرة الاستعانة بصديق في حالة التعدد طرحاً مجازياً حتى تشعر الرجل الذي يتبع شهوته بعدم الامان النفسي حينما يركد خلف شهوته. عدم الامان النفسي شربن من كأسه النساء المقهورات بنساء اخريات . أمل هباني تريد من فكرتها أن تقول للرجل ، جربوا هذا الاحساس بعيداً عن الاستعانة بغطاء العادات والتقاليد والدين . الأمر بالجد خطير . والأخطر حينما يبدأ الرجل يفكر من فيهم ابنى أو ابنتي (يا إلهي) لك أن تشعر بمدى القهر حينما تتخيل أن زوجتك مستعينة بصديق حينما تذهب أنت .
لأمراة آخرى ، هل أنت مضطر للاستعانة بكاميرات مراقبة . ربما يكون التلاقي في مكان يصعب عليك
معرفته .
هل فكرة أمل ممكن تكون بداية لتحريم التعدد في القوانين السودانية ؟
هل سنزيد عدد حالات الطلاق من الرجل المتزوج من مثنى وثلاث ورباع ؟

الغريبة فكرة الاستعانة بصديقة ومطبقة والبعض مبسوطين بها ويطلقون عليها (الخالة ) يمارسون عليها فن الانتهازية مستغلين اوضاعها المادية عندها بيت وعربية واهلها عندهم قروش.
في الختام يا أمولة يا صحبتي لمستي المسكوت عنه . والمسكوت عنه موجود في الواقع لكن نحن مجتمع تصورنا لأنفسنا لا يخرج من عالم الملائكة دائماً نحن ونحن ونحن.
يا أمل صحبتي الزوج العزير لما يمشي في طريق التعدد ما ح نستعين بصديق لكن نطلق طوالي ، ويمشي القشة ما تعتر له ، ونكتب من البداية في عقد الزواج العصمة عندنا نحن النساء ، لو اتجه يمين ولا شمال ترمي يمين الطلاق ويغادر بلا عودة، دا يكون في قانون الاحوال الشخصية.
قصة ( صديق ) خلت البعض يفهم حاجة واحدة إنو. المرأة ممكن تعمل كدا بس كرامتها وعفتها ما بسمحوا لها، لأنها مخلق نظرته للعلاقة بين الرجل والمراة ما نظرة حيوانية نظرة عميقة والبعض منهم لا يفهم ذلك والفاهم عامل فيها رايح
المعركة مستمرة يا أمل وبكرة نعمل قوانين تحمي المرأة من القهر بدون التفكير في صديق .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى