مقالات

ياسر الفادني يكتب… من وين الزول دا جاي؟

الراى السودانى

⤵️ من أعلي المنصة

✍️ ياسر الفادني

من وين الزول دا جاي؟

كنت أركب بصا يتبع لشركة العقيدة…… من مدني إلي الخرطوم بعد زيارة خفيفة ونشيطة إلي ودمدني الباكية حزنا واسفا علي ما آلت إليه من تردي مريع ، عندما تحرك البص تم تشغيل شاشات البص بداءنا بما أنزل الله من آيات كريمات ثم دعاء السفر…. ثم محاضرة دينية للمرحوم الشيخ محمد سيد ، قلنا ماشاء الله حقيقة بص عقيدة ….وكنا ماشين كويس لكن الحكاية قلبت وبقينا نشاهد غنا ومعاهو (جبجبة كمان ) …! وصرنا نشاهد مرة إنصاف مدني ، وبعدها ندي القلعة ، وما عارف مين كدا بحري الخ…. المهم مجموعة من المغنيات سمعت ببعضهن والباقيات (اطرشني ماسمعتا بيهم كلوا كلوا )، ظللنا علي هذه الحالة…. تمشي فنانة وتجي غيرا ….هكذا استمر الحال حتي وصلنا الخرطوم ، يبدو ان السواق والمضيف تخصصوا في غنا البنات وأحبوه وصار لهم برنامج ثابت في سفرهم اليومي لذا يريدون الركاب أن يحزوا حزوهم ،المهم في غناء جاد لكن الخارم بارم أكثر….

شفتوا راكب البص من وين الزول دا جاي……قص قلبنا قص …من وين الزول دا جاي… واحدة من الأغاني التي سمعت مطلعها وتابعتها ،وعلي ما اعتقد هي أغنية لمنال البدري…. ،ضحكت قليلا وتمعنت في مفردات هذه الأغنية لعل كاتبها يعبر عن حالة فقد لغائب و انتظار لعزيز له…. في قلبه مكان خاص يسكن فيه وصل حد القص ! ، ولعله يريد أن يبث لواعج الحنين والشوق للذي (جاي في البص ) وهي مفردات مدح واعجاب له ، إذن هو مشهد كتابي ووصف لحالة بكلمات بسيطة ومن حقه ان يعبر…. كل كوبليهات هذه الأغنية تمدح من هو راكب في البص ،ولعل لو قيلت له الأغنية وهو راكب في البص وسمعها وعرف أن هذا المدح يعنيه لاخذته (الهاشمية) ونط من البص واخد ليهو عرضة و طلب ايجلدوه صوط او صوطين !….

أما سياسيا نحن في انتظار من يأتي بطائرة او بص وانشاء الله حتي لوري (بس ما اجي راكب الكركابة ) لأننا سياسيا ظللنا حولين كاملين نركب الكركابة لا وصلنا….. ولا حتي استرحنا في (ام روابة )، كيف ياتي لايهمنا لكن يهمنا أن يوقف الانهيار الذي ظلت تمر به البلاد وينتشلها من قبضة قوم ظالمين، نحن في شوق و انتظار لذو القرنين السوداني صاحب التغيير الذي يبسط العدل فاما من ظلم يأخذ عقابه….. ثم يرد إلي ربه ليعذبه عذابا نكرا….

الشارع الآن في إحتقان شديد وينفجر كل مرة هنا وهناك ، انفلات امني مصاحب حدث في بعض مناطق وشوارع الخرطوم ، احتجاجات كل يوم تزيد وتيرتها وحكومتنا تضع يدها في الماء البارد، كثرت المتاريس في الشوارع وتعطلت الحركة بل صارت زحمة في الازقة الضيقة داخل الاحياء لتفادي الطرق التي فيها تروس وتحول دون الوصل إلي مناطق سكن الراكب في عربته او عربة المواصلات… إذن نحن في انتظار الذي يقص قلبنا قص ! ونقول من وين الزول دا جاي ؟ حبا وشوقا وتلهفا ،ليبسط العدل والحرية والسلام الذي ينشده هذا الشعب الكريم المعطاء ، وإنا لمنتظرون.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى