الراى السودانى
انت وانا وهو وهم وهن ونحن جميعا ننتظر دائما من حكوماتنا توليد اﻷفكار والمشاريع وبالطبع توليد الكهرباء التي تمثل تحديا فشلت كل حكوماتنا في إنجازه علي الرغم من اننا وطن الشمس المشرقة وأرض اﻷنهار الجارية ، نحن جميعا ننتظر من حكوماتنا ذلك ، ولم نكتشف الحقيقة المؤسفة عن طبيعة مهنة الحكومات السودانية المتعاقبة.
يبدو ان المهنة الحقيقية للحكومات السودانية المتعاقبةان تعصر مواطنيها بدلا من معاصرتها للتطور السائد في العالم وان (تطلع زيت الشعب ) مع اهمالها إستخلاص زيت حبوبنا الزيتية كالفول والسمسم وغيرها وتصديرها خاما ، ولكان المهنة الحقيقة لتلك الحكومات توليد الشعب نتيجة للضغوط والغلاء وضعف الخدمات ، علي الرغم من ان مهنة التوليد من إختصاص القابلات من لدن عهد فرعون موسي ، فالحكومات غير معنية بتوليد الكهرباء وتوفير الطاقة ، وإنما إهدار طاقة المواطن وسنين عمره فيما لايجدي نفعا، كيف لا والدولة لاتشجع النابهين والمبتكرين ولا تستعين بالعلماء والقادرين ، بينما تحتفل بالمنتفعين واصحاب المصالح الشخصية ، والذين يجيدون وضع المتاريس والعراقيل أمام كل وطني غيور وينشرون كل مايحبط الشباب ويدفعهم إلي اليأس من أي بارقة لﻹصلاح أو أي فرصة للنجاح.
إذا كنت راغبا في رصد ملامح الدولة الفاشلة فعليك ملاحظة غياب انشطتها الثقافية والرياضية ﻹنشغال الناس ورهقهم بالبحث عن لقمة العيش او مطاردة المشافي بحثا عن العلاج والدواء، الدولة الفاشلة لا تعرف المنتديات ولا الرحلات والمسارح ،بينما ينشط في أوساط الحضور في مناسباتها مغالاطات السوقة وجدل الرجرجة ونبوءات الدهماء والمتغولين علي منصات الفكر والشعر والفن والمتسولين علي أبواب اﻷثرياء وكاميرات القنوات الفضائية البائسة.
الدولة الفاشلة تعتمد في إدارة شأنها العام علي حكومات لاتجيد التخطيط ولاتمتلك رؤية واضحة وبرنامج معروف ، بل تبدو عاجزة تماما في الحفاظ علي الموجود من الخدمات الضرورية ناهيك عن تطويرها وتسهيل الحصول عليها.
بالمواصفات اعلاه يجب علينا اﻹعتراف بأننا نعيش في دولة فاشلة وسبب فشلها نحن مواطنيها ثم حكوماتنا التي تشبهنا تماما .
صحيفة التحرير