الراى السودانى
لم تبارح أزمة غاز الطبخ مطرحها لشهور ، وربما تظل قائمة ان استمرت حكومة ولاية الخرطوم في سباتها ، وتهاونها وعدم مبالاتها لمعاناة المواطن ، وظروفه الاقتصادية ، المواطن الذي بالرغم من بث همه وشكواه مراراً ،إلا انه مازال ينتظر حلولاً جذرية لمشاكله الصغيرة التي تحولت الي هموم كبيرة ، ورغم ذلك وولاية الخرطوم مازالت تمارس عليه هوايتها المتمثلة في عدم اهتمامها المستمر لقضاياه المستعصية اليومية ،فالخرطوم وولايات اخرى تعاني (ربات البيوت ) فيها من ازمة غاز الطبخ لشهور عديدة انفرجت قليلا ولكنها عادت من جديد لتصادف شهر رمضان الكريم الذي تتضاعف فيه أهمية توفر الغاز المنزلي اكثر من غيره من الشهور.
ومؤسف ان تكون ازمة الغاز لا تكمن في عدمه ولكنها تكمن في وجوده ، فالامين العام لغرفة وكلاء وموزعي الغاز فضل ياسين فضل كشف عن ان بعض الشركات غير قادرة على التفريغ لفرض رسوم ترحيل ٣٧٠ جنيها مقابل ضعف تسعيرة الأسطوانة البالغة (٤٠٠ ) جنيهاً حيث امتنع الوكلاء عن سحب الغاز من المستودعات بسبب ارتفاع تكلفة الترحيل وتسعيرة الأسطوانة غير المجزية ، والمصادر تؤكد فشل المباحثات بين الغرفة التوزيع ووالي الخرطوم والتي لم تصل الي نتائج حتى الآن بالرغم من علم الولاية ان القضية لاتحتمل الإرجاء ، وكان المدير العام لمصفاة الجيلي محجوب حسن أبدى دهشته واستغرابه من ازمة غاز الطبخ بالرغم من توفره ووجوده وقال إنه محتار من ازمة الغاز بالرغم من توفره وفي ظل كفاءة الإنتاج الحالية للمصفاة.
وقد يندهش مدير مصفاة الجيلي ولكننا لانستغرب مثله فأزمة الغاز وعدم حصول المواطن عليه يكشف ضعف معالجة الولاية وعجزها وعدم قدرتها على حلحلة قضايا بسيطة ، لها انعكاسات سلبية وعميقه على المواطن فوالي الخرطوم بدلا من ان يجد حل فوري لقضايا الغرفة والعمل على تسهيل مهمتها في نقل الغاز وترحيله ومعالجة رسومه مع الجهات ذات الاختصاص ، او ان تقوم الولاية ولو لشهر رمضان فقط بترحيل الغاز من الجيلي الي الخرطوم ، ولكن ان تنفض اجتماعاتها دون نتائج ، وهي تعلم مايعانيه المواطن جراء هذا ، يكون هذا دليلا على فشل إداري كبير ، فقد يجد المواطن العذر عندما يكون الغاز معدوما ولكن ان يكون موجوداً وغير متوفر هذه مسئؤلية حكومة ولاية الخرطوم التي يجب ان تعتكف لأجل حلها فوراً دون تأجيل.
والدليل على فشل الولاية في قضية الغاز هو ان شكوى المدير العام لغرفة وكلاء وموزعي الغاز قبل سنة (بالتمام والكمال) لاتختلف كثيراً عن شكواه الان حيث قال في العام الماضي ( إن نسبة كبيرة من الغاز توزع على المخابز والمصانع ، و إن الشركات العاملة في مجال توزيع الغاز 12 شركة، تواجهها مشكلات غياب العدالة في توزيع الغاز بينها ما يخلق أزمة في التوزيع) فالرجل منذ العام الماضي لم يقل ان الغاز غير موجود ولكنه يكشف عن مشاكل في التوزيع ، مما يعني غياب دور الحكومة في وضع خطة ناجعة لتوزيع الغاز ، هذا الغياب الذي يستمر حتى الان وتستمر معه معاناة المواطن ، يكشف عن خلل أداري كبير ، وجوده واستمراره ربما يكون اكثر ضررا من ازمة الغاز نفسها وقد لايكون توفير الغاز مسئولية والي الخرطوم ولكن توزيعه للمواطن هي مسئوليته المباشرة .
طيف أخير :
الرحمة والمغفرة والقبول الحسن لرئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف سيد احمد خليفة
صباح محمد الحسن.. صحيفة الجريدة