مقالات

جعفر عباس يكتب.. سألوني عن حبي (2)

جعفر عباس يكتب :

سألوني عن حبي (2)

في الحلقة الأولى سمعنا د. صيدلاني محمد إبراهيم قرض، والذي هو أحلى من الشوكولاتة، والمنقة اللذيذة شُرباتاً، يتلقى من والدته اتصالاً هاتفياً حول زواجه أثناء عمله في سلطنة عمان. فأبلغها أنّه سيرسل إليهم مواصفات العروس، وبعد الاختيار يتم شحنها جواً إلى عمان.

وجاءه اتصال من الوالدة:

يا ولدي، مواصفات عروسك وينها؟ نحن كل يوم بنقطع مشوار لغاية مكتب البريد السريع وما نلقاها!!!

يا أمي بريد سريع شنو وبطيء شنو؟! إنتو شفتوا جهاز الفاكس؟

دي مش المكنة الكان ربطها لينا في الصالون؟!

بس ياها ذاتها. أمشي شوفيها وبتلقي فيها المواصفات…

هي سجمي! معقولة الداهية دي تجيب لينا حاجة مرسلة منك من عمان وتوصلها لينا لغاية بيتنا في القضارف؟ أصلها عندها خدم من الجن والعفاريت؟ خلاص بسوق أختك الصغيرة قرضاية ونمشي الصالون ونقول بسم الله ونفتشه. وانتظرنا وما تقفل الخط…

ومرت نص ساعة كاملة، لغاية ما جاتني أمي تاني على الخط:

شكيت محنك يا ولدي! مشينا أنا وقرضاية للداهية دي، وقعدنا نفتش فوق وتحت، ويمين وشمال وما لقينا حاجة. لغاية ما قرضاية قالت لي: يا أمي، كدي نشوف الورقة الطالعة نابلة من خشم الداهية دي.. وقامت قرضاية توكلت كده وسحبتها، وقالت لي: بس يا أمي، ياها دي الورقة فيها 20 مواصفة… بس أدينا فرصة أنا وأخواتك نفتش ليك عروس نلقى فيها كل العايزو.

عند أول إجازة في نهاية الأسبوع، امتطيت فارهتي المرسيدس بنز الما خمج، وفووو من عمان لغاية دبي. واشتريت أطقم ذهب في حدود الخمسين ألف دولار، واشتريت الريحة اللينة والناشفة. وحيث إنني لم أحدد العروس بعد، فلقد قمت بشراء عدد 48 قطعة من مختلف الملابس الـ Free Size والأحذية، والتي من شأنها أن تتناسب وتتطابق تماماً مع أي سودانية، عيونها عسلية وبلغت سن الزواج!!!

وشحنت هذه الأغراض رفقة صديق عزيز كان مغادراً دبي إلى القضارف في إجازته السنوية. وبالطبع قمت بمرافقته إلى المطار لكي أدفع فرق الوزن الزائد، والذي كلفني مبلغ 20 ألف دولار!!!

ثم انقضى أسبوع من عودتي من دبي، واتصلت بي الوالدة:

عاد ما شاء الله يا ولدي… وفيت وكفيت وما قصرت في الدهب والشيلة. أريتها شيلة السرور…

طبعاً يا أمي، أنا رسلت ليك من ضمن الحاجات عدد 3 تياب و3 جلابيات نسائية، واحدة فيها 4 جيوب، كل 2 جيب فوق بعض، من اليمين واليسار. وكمان رسلت لأخواتي الستة فساتين جميلة مع الأحذية والطرح… وللوالد جلابية زبدة ما بتتكرفس، وعِمّة وشال وشبَط. وبتصل بيكم كتير الأيام الجاية دي عشان أتابع موضوع اختياركم للعروس…

وهكذا ظللت أتصل يوماً بعد يوم مع الأهل بالقضارف لأتابع المستجدات. ولا ندري كيف تسرب خبر نيتي بالزواج وانتشر وذاع ليعم القرى والحضر في كافة الإقليم الشرقي، مع التفاصيل الدقيقة للذهب ولكافة مكونات الشيلة. وهكذا بدأت تتواتر على منزلنا الفخيم بحي ديم النور بالقضارف حشود ضخمة من الأمهات، وكل واحدة جايبة معاها ابنتها، عسى ولعل أن تظفر بالزواج من العريس اللقطة، خاصة وهو دكتور وسيم وكمان مغترب بسلطنة عمان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى