أفادت مصادر مطلعة أن سوق العملات الأجنبية في السودان شهد اضطرابًا غير مسبوق مع بداية سبتمبر، حيث تخطى سعر صرف الدولار الأمريكي حاجز 3,450 جنيهًا سودانيًا في السوق الموازي، في وقت يلتزم فيه البنك المركزي الصمت وسط تصاعد الضغوط الاقتصادية.
ووفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني”، سجلت العملات الأجنبية والعربية الأخرى زيادات قياسية، إذ بلغ الريال السعودي 920 جنيهًا، والدرهم الإماراتي 940.05 جنيهًا، بينما وصل اليورو إلى 4,011.62 جنيهًا والجنيه الإسترليني 4,662.16 جنيهًا، في وقت قفز فيه الدينار الكويتي إلى 11,129.03 جنيهًا.
السوق الموازي يلتهم السوق الرسمي
أكد متعاملون في السوق أن المستوردين والتجار باتوا يعتمدون كليًا على السوق الموازي للحصول على العملة الصعبة، بعد أن فقدت البنوك الرسمية القدرة على تلبية الطلب، وسط شح حاد في النقد الأجنبي وغياب أي سياسات تحفيزية أو تدخل من قبل السلطات المالية.
تضخم يلوح في الأفق وتراجع للقدرة الشرائية
ويرجّح خبراء أن استمرار هذا التدهور سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، خاصة المواد الغذائية والوقود، مما يفاقم من حدة الأزمة المعيشية ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في ظل اقتصاد هش يفتقر للرؤية والسياسات الواضحة.
غياب حكومي مقلق وترقب شعبي
وفي الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من انهيار اقتصادي شامل، ينتظر الشارع السوداني تحركًا عاجلًا من الحكومة لضبط أسعار الصرف وإنقاذ الوضع قبل أن يخرج عن السيطرة. إلا أن غياب أي مؤشرات على تدخل رسمي يعزز القلق من دخول السودان في مرحلة تضخم مفرط (Hyperinflation) خلال أسابيع قليلة.