في خطوة وُصفت بالتحول النوعي في تقديم الخدمات السيادية، أعيد تشغيل مركز خدمات الجوازات والسجل المدني بمحلية شرق النيل، بعد توقف دام أكثر من عامين ونصف، ليشهد خلال أسبوعين فقط استخراج أكثر من 900 جواز سفر، وفق معلومات حصل عليها فريق “سودان نيوز” من مصادر مطلعة في الإدارة العامة للجوازات والهجرة.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولها مواطنون في شرق النيل على منصات التواصل، مشاهد لاصطفاف العشرات أمام بوابات المركز، في إقبال غير مسبوق، خاصة من سكان أحياء الحاج يوسف، أبو دليق، سهول البطانة، والرياض والجريف شرق وغرب. ولفتت مصادر إلى أن افتتاح المركز يأتي تحت شعار “المواطن أولًا”، الذي تبنّته الإدارة العامة للجوازات والهجرة في إطار تسهيل الإجراءات وتقريب الخدمات من المناطق السكنية.
وبحسب إفادات موثوقة من داخل المركز، فقد تجاوز عدد الجوازات التي تم استخراجها 455 جوازًا خلال الأسبوع الأول، تلتها 432 في الأسبوع الثاني، ليبلغ الإجمالي نحو 900 جواز إلكتروني، إضافة إلى معاملات السجل المدني من شهادات ميلاد ووفيات واستخراج الرقم الوطني.
العقيد شرطة حيدر محمد إبراهيم، رئيس مركز جوازات شرق النيل، أوضح أن إعادة تشغيل المركز تمت بعد جهود مكثفة لإعادة تأهيله، مشيرًا إلى أن المبنى أصبح يقدم خدمات متكاملة للمواطنين تحت سقف واحد، بعدما كان يقتصر سابقًا على معاملات السجل المدني فقط.
وتابع بأن المركز يغطي رقعة جغرافية واسعة، مما ساهم في تخفيف الضغط عن المراكز الأخرى، وتقليل زمن الانتظار، خصوصًا في ظل الكثافة السكانية العالية بشرق النيل وامتداداتها.
من جهته، أكد الرائد شرطة عبدالرحمن سر الختم، ضابط الجوازات بالمركز، أن العمل يتم بكفاءة عالية وبفريق مدرب، موضحًا أن وثائق السفر تُسلّم للمواطنين في وقت قياسي، وهو ما لاقى استحسان الأهالي.
يحيى الفاضل، أحد المواطنين الذين توافدوا إلى المركز، وصف تجربته بـ”الميسّرة وغير المتوقعة”، مشيرًا إلى أنه تمكن من استخراج شهادة ميلاد لابنه في نفس اليوم، دون الحاجة للانتقال بين مؤسسات متعددة.
ويأتي افتتاح المركز بمنطقة شرق النيل في سياق خطة حكومية أوسع تهدف إلى تحقيق العدالة في توزيع الخدمات السيادية، وتخفيف العبء عن المواطنين، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها الحرب وتداعياتها على البنية التحتية الخدمية.