أفادت تقارير صحفية أمريكية، بينها وول ستريت جورنال ورويترز، أن شركة نفيديا أوقفت إنتاج شريحة الذكاء الاصطناعي H20 المخصصة للسوق الصيني، بعد تحذيرات من السلطات في بكين بشأن “مخاطر أمنية محتملة”، وذلك في خطوة تعكس استمرار التوتر بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة. وتعمل الشركة حاليًا على تطوير شريحة بديلة تحمل اسم B30A، بمواصفات أقل أداءً لتفادي القيود الأمريكية الصارمة على تصدير الرقائق.
كانت شريحة H20 واحدة من عدة منتجات طورتها نفيديا خصيصًا لتلائم القوانين الأمريكية التي تحد من تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، وذلك في أعقاب قرارات إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والتي استمرت في ظل الإدارة الحالية.
ورغم حصول H20 على موافقة مبدئية للتسويق في الصين، فإن الحكومة الصينية أعربت عن مخاوف من إمكانية وجود “أبواب خلفية” أو خصائص خفية يمكن أن تمثل تهديدًا للأمن القومي، وهو ما نفته نفيديا بشدة.
وفقًا للمصادر، فقد أرسلت نفيديا تعليمات واضحة لمورديها، بينهم شركات كبرى مثل فوكسكون وسامسونج وأمور، بالتوقف الفوري عن إنتاج شريحة H20.
وتزامن ذلك مع زيارة الرئيس التنفيذي للشركة جينسين هوانغ إلى تايوان، حيث عقد اجتماعات مع إدارة TSMC، الشريك الرئيسي في تصنيع رقائق نفيديا، لمناقشة مستقبل الإنتاج وخطط تطوير الشريحة البديلة B30A.
هذه الشريحة الجديدة تعتمد على معمارية Blackwell، لكنها تقدم أداءً أقل بنسبة تتراوح بين 30% و50% مقارنة بأحدث منتجات الشركة، في محاولة لتلبية الطلب الصيني دون انتهاك القوانين الأمريكية.
السوق الصيني يمثل ما بين 13% و17% من إيرادات نفيديا السنوية، ما يجعل أي قرار يخص هذا السوق ذا تأثير مباشر على أرباح الشركة وأسعار أسهمها. وفي ظل المنافسة الشرسة من الشركات الصينية مثل هواوي وكامبريسون، يبدو أن نفيديا تحاول الموازنة بين الحفاظ على حصتها السوقية والالتزام بالقوانين الأمريكية.
هذا التطور يأتي ضمن سلسلة من الأحداث التي تعكس ما يشبه “حرب رقائق” بين واشنطن وبكين، حيث تسعى الأولى للحد من وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بينما تعمل الثانية على تعزيز قدراتها المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات الأمريكية.
من المتوقع أن تبدأ اختبارات الشريحة الجديدة B30A لدى العملاء الصينيين خلال الشهر المقبل، في حال حصولها على الموافقات الأمريكية النهائية.
ويشير محللون إلى أن نجاح هذه الخطة يعتمد على مدى قدرة نفيديا على إقناع السوق الصيني بأداء المنتج الجديد، خصوصًا في ظل وجود بدائل محلية أقل تكلفة وإن كانت أقل تطورًا.