في إنجاز غير مسبوق بعالم الطيران، كشفت وكالة “ناسا” بالتعاون مع شركة “لوكهيد مارتن” عن الطائرة التجريبية “إكس-59″، التي تُعد أول طائرة أسرع من الصوت مصممة لتقليل الانفجار الصوتي الحاد إلى ضوضاء معتدلة لا تتجاوز 75 ديسيبل، وهو ما قد يمهّد لعودة الطيران التجاري فوق اليابسة بعد عقود من الحظر.
وتتميز الطائرة الجديدة بسرعة تصل إلى 1.5 ماخ (1590 كلم/ساعة)، ما يسمح بتقليص زمن الرحلات الجوية العالمية إلى النصف تقريبًا، دون التأثير على راحة السكان على الأرض. وقد تم تصنيعها باستخدام قطع مستمدة من طائرات عسكرية مختلفة، بهدف خفض التكلفة والتركيز على حل معضلة الضجيج.
ويبلغ طول الطائرة 30.4 مترًا، مع جناحين بطول 9 أمتار، وتعمل بمحرك معدل من طائرة “إف-18″، بينما اعتمد تصميمها على أنف ممدود وطويل لتحطيم موجات الصدمة وإضعافها قبل وصولها للأرض، وهو ما يمنع تشكل “الانفجار الصوتي” المعروف في الطائرات الأسرع من الصوت مثل “كونكورد”.
من النموذج إلى السماء:
بدأت الرحلة البحثية لـ”إكس-59″ منذ العام 2016، وتعرقلت لأسباب بينها جائحة كورونا، لكن سلسلة من الاختبارات الأرضية والجوية المتقدمة أُجريت حتى منتصف 2025 أثبتت نجاح النموذج، وتُوّجت بتجارب ميدانية في صحراء موهافي للتحقق من شدة الضوضاء الناتجة أثناء التحليق.
وتأمل ناسا أن تُغيّر هذه الطائرة مستقبل النقل الجوي، وتفتح الباب لرفع الحظر عن الطيران فوق اليابسة، مما يعيد الأمل في عودة الرحلات الأسرع من الصوت بشكل تجاري ومدني، ولكن دون الانفجارات الصوتية التي لطالما أثارت المخاوف البيئية والصحية.