مقالات

فوزي بشرى يكتب: تأسيس..أو الأمشاج المتنافرة

فوزي بشرى يكتب:
تأسيس..أو الأمشاج المتنافرة

تحالف الجنيديين والجهينيين مع الرفاق في الحركة الشعبية وجماعة من التابعين لتخليق (الدولة الخالفة لدولة ٥٦)

وهذا لعمرك محض هرج سياسي لا يقع لعرب بوادي دارفور وكردفان الذين دفعوا بشبابهم طوعا أو كرها أو طمعا تحت مشروع شعاراته المجندة لا علاقة لها بأيدولوجيا الحركة الشعبية من قريب أو بعيد بل كانت حربا تحزم صفها وجندها عصبية قبلية لا علاقة بمكونات دارفور وكردفان غير العربية ولا علاقة لها بمفاعيل السياسة في الشرق أو الشمال أو الوسط. لقد كانت مغامرة عسكرية طلبت السلطة لذاتها، وطلب السلطة أو ( الكرسي الأول) هو الدافع والمحفز الذي لا يتقدمه دافع ولا محفز عند قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

ولتسمعن صياح الأعراب عما قريب منكرين ( تمخضات الجبل) وهم يرون ما توضح عنه النهار من سراهم الطويل ومقتلتهم الكبرى. والأعراب متى غضبوا أخرجوا ألسنة حدادا في ذم ما يرفضون.

ولا يخفى على أحد انبتات الأسماء التي جاء ذكره على لسان الناطق، لا يخفى انبتاتهم عن حواضنهم أو انبتات حواضنهم عنهم. فأهل البادية لا يعرف أكثرهم شنو يعني علمانية وما كان حميدتي حتى عهد قريب يعرف.

فهم لا حظ لهم من وعي سياسي يمكنهم من فكرة استيعاب هذا ( اللموم) بوصفه تحالفا سياسيا.

ومثل أهل البادية في الغرب أهل مبروك مبارك سليم في شرق السودان فهم ( منغلقون في صفوية عرقية مجانبة للاجتماع السوداني ) شاغلهم التجارة (بوجوهها) جميعا أو الهجرة إلى الخليج كعمالة غير مؤهلة ولم تكن السياسة وقضاياها مما يشكل أدنى شواغلهم.

أما أعضاء المجلس القيادي من القبائل غير العربية خاصة الزغاوة فهم سيقعون في تناقض سياسي/عرقي محصلته أزمة وجودية عنوانها الفاشر.

أما الأفندية فما خلت سلطة من أفندية يتحلقون حولها، فإن صدقت الأماني بنيل حظهم منها فذاك مطلبهم وإن خابت فقد عاشوا بها زمنا يمنون أنفسهم الأماني.

الآن تصور أن هذه الوضعية أفضت إلى وجود حكومتين في البلاد تتقاسمان جغرافيتها وأن هذه الوضعية قد دفعت إلى الدخول في (عملية تفاوضية ) لحل (الأزمة السياسية السودانية) – تذكر أن الأزمة ستوصف بعد اليوم بأنها (سياسية) وليست عسكرية، إذا حصل كل ذلك فأين سيكون موقع ( صمود)من الإعراب؟
هل ستكون (العرجا) التي ستلحق بمراحها؟
أم ستصنع لها ( مليشيا) فالتحالف القائم في تأسيس هو (تحالف بنادق) في نهاية الأمر؟
أم تراها تظل مكانها لا تغادره تصمد فيه صمودا صمدا
هذا وقد استنكر شاعر عربي قديم ( لا علاقة له بجنيد ولا بجهينة) مثل هذه (التخاليط) والأمشاج ينكر بعضها بعضا فكأنه كان يتحدث عن تحالف ( عيال جنيد) بالحركة الشعبية.. قال:
‏أيها المنكح الثريا سهيلاً
‏عمرك الله كيف يلتقيان!
‏هي شامية إذا ما استقلت
‏وسهيل إذا استقل يمان ِ

وسيقول لك الأعرابي الجنيدي الجهيني: كو.. لن يلتقيا.. دوت.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى