قصة جبل عامر الذي غيّر خريطة الذهب في السودان
جبل عامر

متابعات – الراي السوداني
في قلب إقليم دارفور، وتحديداً شمال مدينة الفاشر، يقع جبل عامر؛ موقع أثار الجدل لسنوات وتحول إلى رمز للثراء السريع والصراعات المسلحة، بعد أن اكتُشف فيه مخزون ضخم من الذهب عام 2012، عقب انفصال جنوب السودان وفقدان البلاد لنحو 75% من إنتاجها النفطي.
بدأت القصة بتوافد الباحثين عن الذهب من شتى بقاع السودان، وتزايدت معها الأطماع والنزاعات، خصوصاً بين قبيلتي بني حسين والرزيقات.
سرعان ما تحولت المنطقة إلى بؤرة اشتباكات دموية انتهت بسيطرة مليشيا الجنجويد ومن بعدها قوات الدعم السريع على الجبل، ما جعل الذهب يتحول من مورد اقتصادي إلى أداة للهيمنة والنفوذ.
الجبل والنفوذ: من الذهب إلى السلاح
عبر شركة “الجنيد”، بسطت عائلة دقلو سيطرتها على مناجم الذهب بجبل عامر، حيث أصبح مصدر تمويل استراتيجي لمليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي.
تم استثمار العائدات سياسياً واقتصادياً لتوسيع النفوذ الداخلي والإقليمي، حتى تنازلت الشركة عن الجبل لصالح الحكومة في 2021، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، خصوصًا بعد ظهور مستندات تفيد بوجود صفقات تتضمن ملايين الدولارات وحصصًا في شركات حكومية كبرى.
موقع غني.. وسكان مهمشون
يقع الجبل في محلية السريف، ويُروى أن اسمه يعود إلى رجل من الرزيقات يُدعى عامر، عاش في المنطقة مع قبيلته منذ قرون.
ومع اكتشاف الذهب، اجتذبت المنطقة آلاف العاملين من داخل السودان وخارجه، بينهم وافدون من تشاد والنيجر ومالي ونيجيريا.
لكن رغم هذا النشاط الاقتصادي الهائل، لم تنعكس الثروة على سكان المنطقة، بل زادت الأوضاع سوءًا نتيجة الاقتتال وموجات النزوح.
الإنتاج والتهريب.. ذهب بلا أثر تنموي
رغم تقديرات تشير إلى إنتاج يصل 50 طنًا من الذهب سنويًا، ظل التهريب هو العنوان الأبرز.
فشلت الدولة في فرض رقابتها على المنجم، وازدادت الشكوك حول حجم الاحتياطي الحقيقي بعد سنوات من الاستنزاف السطحي.
وقد كانت شركة الجنيد تنتج ما يصل إلى 40 كيلوجرامًا شهريًا خلال فترة سيطرتها بين 2017 و2021.