أصداء واسعة لاتهام أبوظبي وانجمينا بهجوم مسيرات من الأراضي التشادية..
الإعيسر: على الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بحث مخالفات تشاد والإمارات..
وزير الدفاع: مستعدون جيشاً وشعب لصد الهجوم وحماية الأرض والعرض..
مطالبات بتحرك السودان دولياً وإبراز أدلته الدامغة لتورط الإمارات وتشاد..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
اتهام السودان، لدولتى الإمارات وتشاد بضلوعهما في الحرب الجارية في البلاد منذ الخامس عشر من ابريل 2023م، بالدعم والإسناد وتنفيذ هجمات إرهابية عن طريق مسيرات انتحارية واستراتيجية تنطلق من الأراضي التشادية، لقي هذا الاتهام أصداءً واسعة في منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، لتأثيرات هذه الهجمات على إطالة أمد الحرب، وكان وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، أكد في منبر وزارة الثقافة والإعلام الدوري أن هذه المسيرات انطلقت من مطارات في تشاد،
وأشار الوزير الذي ظل بعيداً عن أعين الإعلام طوال فترة الحرب، إلى أن القوات المسلحة تمتلك أدلة تثبت تورط دول الجوار في الحرب ضد السودان، مع الاحتفاظ بحق نشر هذه الأدلة في الوقت المناسب، يأتي ذلك في وقت طالب فيه وزير الثقافة والإعلام، خالد الإعيسر، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة بعقد جلسات مناقشة لمخالفات دولتي الإمارات وتشاد القوانين والمواثيق الدولية والإقليمية والمشاركة في الحرب ضد السودان.
وحذر الإعيسر من مغبة ما تقوم به الإمارات وتشاد باعتباره عملاً إرهابياً ضد الشعب السوداني، داعياً إلى وحدة الصف الوطني في مواجهة هذا العدوان، مؤكداً أن القوات المسلحة والمواطنين السودانيين مستعدون لصد الهجوم وحماية الأرض والعرض، منوهاً إلى أن التعاون مع ميليشيا الدعم السريع يعد مشروعاً خاسراً ضد مصالح الوطن.
هجوم مُسيرات:
ومنذ أسبوعين تشهد أجواء السودان حراكاً متصاعداً لحرب المُسيَّرات التي ظلت تستهدف عدة مناطق آمنة خلافاً عن استمرارها في استهداف مناطق العمليات، حيث أعلنت لجنة أمن ولاية نهر النيل، تصدي المضادات الأرضية التابعة للجيش لهجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة حاولت استهداف مطار عطبرة، وقال بيان صادر عن لجنة أمن ولاية نهر النيل أن قوات التمرد وداعميها قاموا باستهداف مطار عطبرة بعدد من المسيّرات الانتحارية،
وقد تصدت لها المضادات الأرضية ومنصات التشويش الإلكتروني بنجاح، دون حدوث أي خسائر في الأرواح أو المعدات
ونوّه البيان الى أن القوات المسلحة، والشرطة، وجهاز المخابرات العامة، والمستنفرين، والقوات المشتركة في حالة جاهزية وتأهب تام لرد أي تهديد معادٍ براً أو بحراً أو جواً، وأضاف البيان: “إننا جميعاً ماضون بقوة وحزم في دحر التمرد الغاشم”، داعياً المواطنين إلى عدم الالتفات للشائعات المغرضة، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات تستهدف البنية التحتية وأمن وسلامة ولاية نهر النيل، لكنها لن تزيد القوات إلا قوة وصلابة.
استهداف عطبرواي:
وكانت مدينة عطبرة الواقعة على بعد 267 كيلومترًا شمال الخرطوم، تتعرض على مدى أسبوعين لهجمات شبه يومية بطائرات مُسيَّرة تشنها ميليشيا الدعم السريع، استهدفت بها عدة مواقع من بينها مطار المدينة ومقر سلاح المدفعية عطبرة، ونجحت المضادات الأرضية في التصدي لعدد منها، فيما سقطت أخريات قي عدة مواقع من بينها منزل جعلته دكاً وتعرض طفلان من ساكنيه إلى إصابات خفيفة تلقا على إثرها العلاج،
فيما سقطت بعض المُسيَّرات في أماكن خالية أحدثت فيها دوياً هائلاً، ألقت في قلوب المواطنين الرعب والهلع، وكشفت لجنة أمن ولاية نهر النيل عن رصدها لمواقع إطلاق المُسيَّرات التي ظلت تستهدف بعض مدن الولاية، مبينة أن المُسيَّرات التي تُطلق على عطبرة تُعتبر طويلة المدى، وتتجاوز مسافة 300 كيلومتراً بين منصة الإطلاق والهدف المحدد لها، مما يضع تحديات كبيرة أمام التعامل معها، منوهةَ إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت منصات إطلاق المُسيَّرات الانتحارية وتملك معلومات مفصلة عنها.
الفاشر تتصدى:
وكانت قيادة الفرقة بالفاشر، كشفت عن مقتل (4) إماراتيين وأكثر من (20) مرتزقاً كولومبيّاً في انفجار مُسيّرة انتحارية بشمال دارفور، بجانب إسقاط وتدمير (16) مُسيّرة انتحارية حاولت استهداف بعض الارتكازات والمواقع العسكرية وأماكن حيوية لتجمُّع المواطنين،
وقالت الفرقة، إن هناك تقدماً وانفتاحاً في كل محاور المدينة، كما نفّـذ الطيران الحربي (5) طلعات جوية ناجحة بالمدينة أدّت إلى انسحاب أعداد كبيرة من صفوف ميليشيا الدعـم السريـع وتسليم أفراد منهم أنفسهم لارتكازات الفرقة، يأتي ذلك في وقت تم فيها استهدف مطار مروي بالولاية الشمالية بعدد 16 مُسيَّرة انتحارية وتصدت لها المضادات الأرضية ومنظومات التشويش الإلكتروني بنجاح وتم إسقاطها جميعاً دون خسائر في الأرواح والمعدات، حيث طمأنت القوات المسلحة المواطنين بمحلية مروي عن كامل استعدادها وتأهبها التام للتعامل مع أي طارئ أو أي أجسام غريبة تحلق في سماء الولاية الشمالية.
الخطة البديلة:
ونشطت في الأونة الأخيرة حرب المُسيرات من قبل ميليشيا الدعم السريع مستهدفة عدداً من المدن والمناطق الآمنة في محاولة منها لنقل الحرب إلى مواقع جديدة، تستهدف بها توسيع نطاق الحرب وزيادة الضغط على الحكومة السودانية بالاستمرار في إعمال الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية في حق المواطنين الأبرياء والعزل، ما اعتبره مراقبون تطوراً جديداً في مسار الميدان
ينقل العمليات إلى مربع الخطة “ب” التي كان قد أعلن عنها قائد الميليشيا المتمردة الهالك محمد حمدان دقلو، وتحاول ميليشيا الدعم السريع المتمردة بهذه الانتهاكات المتكررة في حق المواطنين، تضييق الخناق على رقاب المجتمع الدولي من أجل التدخل العسكري لإنقاذ الميليشيا التي أصبحت تتهاوى أمام ضربات الجيش كأعجاز نخل خاوية بعد أن فقدت البوصلة بفقدها قيادتها الميدانية.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ تبدو الحكومة مواجهة بتحدي رفع نسق تحركاتها الخارجية لإدانة كلٍّ من الإمارات وتشاد في ظل امتلاكها أدلة ووثائق تثبت تورط الدولتين في دعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع وشن هجمات بطائرات مُسيَّرة انتحارية من الأراضي التشادية، مما يعتبر عدواناً خارجياً يهدد السلم والأمن الدوليين، مع ضرورة أن تلتزم القوات المسلحة بدورها في الدفاع عن الأرض وردِّ العدوان، وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحي المعتدين.