مقالات

امل ابو القاسم – alywtirn (اليوتيرن)

وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ

لعل هذه الأبيات المقتطفة من حديقة حكم الإمام الشافعى الغناء تحاكى آيات القرآن الكريم في كونها صالحة لكل زمان ومكان طالما انها تخاطب البشر.
اي كانت مشاربهم _ اي البشر _ ففي الأخير يجتمعون في خصال واحدة بدرجات متفاوتة مفطورين وبعضهم مجبولين.

بيد ان هذه الخصلة ( التلون)_ طبعا وفقا للأهداف والأطماع_ هي أس بلاء ليس على صاحبها فقط بل على المجتمع ككل لأنها موغلة في الأنا.

وحيث انها خصلة تتمتع بها البشرية منذ الأذل وتتضرر منها الشعوب والأفراد وكل المجتمعات فالسودان ليس باستثناء.
لكن تعالوا لنرى الى أي مدى كان معول النفاق والتلون هداما.
فنحن شعب ورغم ما نتميز به من كريم خصال اصبحت مثار العالم لكنا في ذات الوقت نبتلى بهذه الآفة وما أكثرها.

فالندع وقعها على بقية الصعد ونكتفى بالسياسة أو فالنقل ان الأخيرة هي من تحرض البقية كونهم يقعون تحت تأثيرها. كيف لا وتداعيات السياسة تنعكس مباشرة على الأمور الحياتية الأخرى.

ولعل تأريخنا يحتفظ بأمثال لمتلونون كثر سواء اكانوا افراد أو ٱجسام. لكن ما شهدته الفترة الأخيرة هو الأبشع كونه يجسد الانتهازية الرخيصة في ابهى صورها. وليس هناك ما اقعد بلادنا سواها. وتعودنا ان نتفرج على هكذا مواقف على مستوى الداخل.
ورغم الحرج والفضائح الاخلاقية جراء النفاق الإجتماعى إلا ان مرتكبوه لا يلوون على شيء ولا يلفتفتون خلفهم.. ولا غرو في ذلك طالما ان ليس بوجوههم مزعة لحمة.

اما الخارج والذي لم تتكشف نواياه واخلاقه إلا خلال المحنة الأخيرة التي يمر بها السودان وتبارى البعض منهم في ايذائه بالاشتراك يرومون منه صيدا ثمينا بعد ان رمى لهم كبير الصيادين بالطعم. لا ادري كيف سيعود هؤلاء ادراجهم لحظيرة التعامل معنا بعد ان فشل دأبهم وتبددت مطامعهم ولم تعد تجدى نفعا اي محاولة أو جولة بعد الخسائر السابقة، وبعد ان اوشكنا على الخلاص ولاحت تباشير وإشراقات النصر الذي ما يئسنا يوما منه… كيف يا ترى؟!

المحنة التى مر بها السودان وهي الأعظم على مر تأريخه كشفت الكثير. اسقطت النقاب وخلفت رؤوس حاسرة. عندما وقف البعض في المنتصف يتفرج ولسان حاله (يشجع اللعبة الحلوة) أو فالنقل يميل حيث تميل الريح، وهؤلاء اخف وطأة في التلون من اولئك الذين جاهروا بالوقوف في صف العدو مرجحين كفته. هؤلاء تحديدا طريق عودتهم وانعطافهم مع المشهد الجديد محرج ( اها كيف وكيف)؟!.. هذا الى جانب مجاهرين عاصين مع سبق الاصرار والترصد

شكرا لهذه الحرب التي كشفت العميل من الوطنى، الانتهازى والمتملق من المستمسك بموقفه، الطامع من الحادب على المصلحة العامة.

شكرا كثيرا بلا حدود لكل الدول الصديقة التي تكشفت نيتها واخلاقها ودعمت لو بالكلمة الطيبة، وبالمقابل تبا لتلك المعروفة والتى اصبحت طرف ثان في الحرب ويجب على الدولة بعد انجلاء الحرب
ان تعيد شكل التعامل معها على المستوى الرسمى سيما رعاياها وان يكون بمستوى اخلاقهم لا اخلاقنا.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال : هذه غدرة فلان ” .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button