مقالات

عمار العركي يكتب: الصومال والحرب الثالثة لرجل السلام والإمارات ، ومواقف الدول

“أبي أحمد” ومن خلفه “إبن زايد” يعد عدته من أجل ( الحصول على ميناء في ارض الصومال الانفصالية المتمردة “بالتفاوض” او “بالحرب” علي الصومال الإتحادية حال رفضها وإعتراضها)، و ذلك بعد أن أوفت “الإمارات” بكافة إلتزامات الدعم و التجهيز اللوجستي و التسليح اللازم بعدد يفوق (116) طائرة شحن وتفريق عبر مطاري “هرر” العسكري والقاعدة الجوية “بمطار اديس” و تواصل ارسال شحنات التسليح و التشوين عبر مطاري ” أصوصا و قابيلا” باقليم بني شنقول الأثيوبي المجاور للسودان، تزامناً مع انتهاء الدورات العسكرية التدريبية الاعدادية بالقاعدة العسكرية التي تم اقامتها خصيصاً في منطقة “الحمرا” الحدودية وتحوطاً لاي تدخل من جهة ارتريا او السودان.

بدوره ” ابي احمد” يمضي في عمالته وإرتهان بلاده بتدشين الحرب الثالثة له خلال ثلاثة سنوات ، وذلك بعد خمسة سنوات فقط من مسرحية نيله جائزة نوبل للسلام التي أعدتها و أخرجتها و مولتها له ” الإمارات” ، و ذلك بعد إتمام دوره السياسي و التمهيدي من السناريو الساذج الذي بدأه بتصريح (من حق أثيوبيا الفيدرالية الحصول علي ميناء بحري “بالتفاوض” او “بالقوة”).

بدوره وصل “اديس بابا” رئيس هيئة اركان اقليم ارض الصومال الإنفصالي (هرجيسا) الغيرمعترف بها دولياً ، من اجل التنسيق والتشاور حول وضع اللمسات الأخيرة قبل الصمت الإلكتروني وتحديد ساعة الصفر بحسب ردة فعل الصومال الإتحادية.

في ذات التوقيت توجه الرئيس الصُومالي ” حسن شيخ محمود”، الي “اسمرا” من اجل التحالف وتنسيق المواقف مع الرئيس الإرتري “اسياس افورقي” ضد التعدي الإثيوبي ( ذات التحالف والتنسيق، ظللنا ولا زلنا ندعو ان يفعله السُودان منذ التعدي الأثيوبي عليه ) ، وأعتقد أن إختيار الرئيس الصومالي لجارته “إرتريا” جاء بناءً علي سلبية و خُذلان كل من مصر وجيبوتي والسودان له ، بعد بيانات وزارات خارجية تلك البلاد المخيبة للآمال الصومالية، فالسودان العاجز عن كف شرور و إنتهاكات “الاتحاد الافريقي والايقاد” يدعوهم للتدخل و احترام سيادة الدول الأعضاء، أما “جيبوتي” الرئيس الحالي “للإيقاد” زادت علي عجز السودان ” بدعوة الطرفين بعدم التصعيد وضبط النفس” اما “مصر” المتنازلة عن تموضعها ونفوذها “جبراً وضغطاً ” لصالح “الإمارات” إكتفت بالبيانات “الخنفشارية” علي شاكلة سلسلة بياناتها حيال التعدي الأثيوبي المتكرر علي أمنها المائي، بالرغم أن جميع تلك الدول علي مركب واحدة والسقوط منها متتالي الواحدة تلو الآخري.

هذا ما توقعناه حرفياً في 2018م ، إبان السناريو “الأمريكي الاماراتي”، وبعد انفراد الإمارات باثيوبيا والتحكم فيها عقب تتصيب عميلها (ابي احمد) رئيساً لوزراء أثيوبيا ، ودعوته لتأسيس” تحالف دول التعاون الاقتصادي بالمنطقة ” في قمة مدينة “بحر دار” الأثيوبية بغرض إقصاء وعزل ” السودان” ، بُغية إضعافه من جهة ،و إضعاف دول المنطقة من جهة أخري ، وبالفعل تم الإيعاز “لافورقي” المختلف حينها مع “البشير” بعدم حضور القمة حال حضور ” البشير” ، وقد كان ان وصل البشير “بحر دار” وغاب “افورقي” ، وانفضت القمة ، لتُعقد بعد شهر في “اسمرا” دون “البشير” المُبعد إماراتياً ً ويُعلن عن ميلاد تحالف ثلاثي – مؤقت – بين (ارتريا ، الصومال ، اثيوبيا) بعد تحفظ “جيبوتي” بسبب خلافها مع “ارتريا” ، وبالتالي نجحت الامارات في التفرقة كي تسود بخطوتها الاولي بالاستحواذ علي اثيوبيا واستخدامها في عزل السودان وتحييد جيبوتي ، ثم قامت بالخطوة الثانية بابعاد “ارتريا” من التحالف بعد افشال سناريواتفاق السلام الشامل المُزيف بين ارتريا و اثيوبيا الذي خططت له ووضعته “الإمارات” ثم أفشلتها لإحداث مواجهة عسكرية بين البلدين، وهو ذات السناريو الراهن بعد إفشالها لتحالف التعاون الإقتصادي، ثم الدفع لبلوغ مرحلة المواجهة العسكرية – الوشيكة – بين اثيوبيا والصومال.

عموماً، “الإمارات” لن يهدأ لها بال الا بعد التموضع والاستحواذ القسري علي منافذ البحر الاحمر، الذي لن يتأتي لها الإ ” بمحاربة شعوب المنطقة” الذين أفشلوا كل صفقاتها المشبوهة مع الحكومات العميلة والتي تم شرائها ، مثل “جماهير شرق السودان الذين أفشلوا صفقتي الميناء الجنوبي وابوعمامة” ، والسكان المحليين في منطقة ميناء مصوع في “ارتريا” الذين أجبروا أفورقي، علي إلغاء اإتفاق ايجار ميناء مصوع مع الإمارات ، كذلك إلغاء “جيبوتي” اتفاقيات تشغيل ميناء “دوراليه” ، مما جعل “الإمارات” تعرض علي إثيوبيا نسبة تملك في ميناء عصب وميناء “أرض الصومال”، شريطة التخلي عن التعاون مع ميناء جيبوتي بهدف الإضرار بها .

كذلك إتخذت “حكومة الصومال الاتحادية” بضغط من مجلس ولاياتها، قرارا بإلغاء اتفاقية تشغيل ميناء “بربرة” بين شركة موانئ دبي العالمية وحكومة أرض الصومال وإثيوبيا بعد يوم واحد من إعلانها، حيث صوت البرلمان الصومالي الإتحادي على إيقاف عمل شركة موانئ دبي العالمية في “أرض الصومال” الإنفصالية .

خلاصة القول ومنتهاه:
“الامارات” فشلت فشلاً ذريعاً في تتفيذ المخطط الأمريكي بسيطرتها علي البحر الأحمر بالوكالة عنها ث، وهي التي في سباق محموم مع روسيا والصين لإعادة تشكيل المنطقة بما يحد من التمدد والقضاء علي النفوذ الروسي الصيني، ، وكل هذا يرتبط بشكل اساسي بالسيطرة علي المنافذ والموانئ المطلة علي البحر الأحمر.

المشروع الامريكي الإماراتي – قبل انضمام اثيوبيا مؤخرا – تم افشاله بسبب (مقاومة شعوب المنطقة، وليس بحكومات وجيوش المنطقة) ، كالمقاومة الشعبية الحالية في السودان ،والمقاومة الشعبية في الصومال في تسعينات القرن الماضي حيث لقنت امريكا درساً قاسيا جعل منها عظة وعبرة لكل العالم ، الا اثيوبيا التي ستلقي ذات المصير ان لم يكن أسوا حال اعلانها الحرب علي الصومال الإتحادية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button