الخرطوم – الراي السوداني
في خطوة وُصفت بالمفاجئة، بدأت هيئة سكك حديد السودان بالتنسيق مع سلاح المهندسين أعمالاً ميدانية لإعادة تشغيل خط السكة الحديد الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، بعد توقف دام لأشهر نتيجة الحرب.
وأظهرت مقاطع مصورة مسربة عمليات تمهيد مكثفة تُجرى وسط إجراءات تأمين مشددة، ما يعكس جدية في استعادة هذا الشريان الحيوي الذي يخدم ولايات الجزيرة والنيل الأبيض، مع إمكانية امتداد أثره شرقاً في حال استكمال الترميم.
وبحسب معلومات حصلت عليها الراي السوداني، فإن التحديات لا تقتصر على صيانة القضبان المتهالكة، بل تشمل إزالة مخلفات الحرب وتأمين المسار من الألغام والمخاطر الأمنية، وهي مهام يتولاها سلاح المهندسين بتكليف مباشر.
اقتصادياً، يتوقع خبراء أن يسهم تشغيل الخط في خفض تكاليف نقل المنتجات الزراعية من الجزيرة إلى العاصمة، الأمر الذي قد ينعكس على أسعار السلع الاستهلاكية، في ظل أزمة خانقة في شبكات الطرق البرية.
ورغم التفاؤل، يبقى السؤال قائماً حول قدرة الحكومة على استدامة التشغيل وتوفير التمويل اللازم للصيانة والتطوير، خاصة مع الضغوط المالية التي تواجهها مؤسسات الدولة.
ويرى مراقبون أن عودة خط الخرطوم–ود مدني قد تمثل أكثر من مجرد مشروع نقل، لتصبح مؤشراً على تنسيق مدني–عسكري جديد في إدارة ملفات حيوية لإعادة إعمار البلاد.
