من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لفته …في الزمن الشين !
في غمرة الأحداث التي طغت علي هذه البلاد ودعنا قبل يومين الشاعر الكبير مصطفي عوض الله بشارة بعد عمر ناهز الثمانين سنة كلها كانت إبداعا وتفردا وشعرا وعصفا في النقد واللغة والبرامج ، قصدت أن أخرج من المتواتر وأعطي الفقيد حقه ، إنتقل الفقيد إلي رحمة مولاه بمدينة ودمدني بعد أن رحل مع أسرته و أصابته الحمي التي شكي منها بعض الشعراء عندما تغير عليهم ولعل المتنبي سماها الزائرة وصفها حين مرة وقال :
وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا
فعافتها وباتت في عظامي
، شيع الراحل المقيم بمدني ، لم تنعيه وزارة الثقافة والإعلام ولا حتي وزيرها الذي لا حس له ولا خبر منذ أن حدث ما حدث
مصطفي عوض الله بشارة واحد من جيل شعراء العصر الذهبي السوداني كانت له جولات ومساجلات شعرية ونقدية مع صديقه صاحب (البحر القديم) الراحل مصطفي سند وخليله وصديقه صانع (حروف من دمي) الراحل سيف الدين الدسوقي وله مواقف طريفة مع الراحل امير كتاب الأغنية السودانية الراحل محمد يوسف موسي
للذي لا يعرف مصطفي عوض الله بشارة هو إعلامي ضليع ساهم في تقديم برامج عديدة للتلفزيون والإذاعة السودانية وتلفزيون وإذاعة القاهرة وصوت العرب ووادي النيل وإذاعة لندنBBC ،كان شاعرا نحريرا يمتاز أسلوبه بالوضوح والضرب خارج محيط الخيال ، يمتلك ناصية اللغة العربية صرفا ونحوا واعرابا ، اسلوبه لا يميل إلي الرمز ولا التراكيب اللفظية الغريبة ولا نبرات الاهات التقليدية، كتب في مدح الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم قصائد عصماء ، كتب للوطن أغنيات واغنيات ، تغني باغنياته إبراهيم عوض ومجذوب اونسة وعمر إحساس وعثمان الأطرش اغنيات جميلة ستظل خالدة في سفر الأغاني بمجسم من ذهب خالص ،
الراحل المقيم أثري المكتبة الأدبية السودانية والعربية بعديد من المؤلفات منها دواوينه (بطاقة حب لأعز الناس) ، ( أغاريد من الوجدان), وروايات (قيثارة ودموع) ، الحب علي أجنحة الاشواق ،
الراحل شاعر عظيم يجب أن تفتخر به الثقافة السودانية وأهل الأدب ولا يجهلونه ، عاش بهدوء العالم الضليع ومات بهدوء الذي خلد إرثا تقافيا كبيرا ، ألا رحم الله أستاذنا مصطفي عوض الله بشارة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء .