يقلم المخرج: فؤاد عبد الرحيم
مـدخــل:
يعتبر برنامج مسرح على الهواء من أميز البرامج التلفزيونية على شاشة قناة الشروق، ومن أميز البرامج الدرامية التلفزيونية في الفضائيات العربية. هذا التميز يتمحور في الفكرة الجديدة فلسفة وموضوعاً ومضموناً وبما أن أي فكرة جديدة تعترضها بعض المعوقات لأنّ التجريب هو الاتجاه وصولاً للشكل والمضمون وتحقيقاً للفلسفة. البرنامج ظلّ يشكل حضوراً أنيقاً أسبوعياً على شاشة الشروق.
اهتمام إدارة القناة بالبرنامج واستنفار كافة إمكاناتها الإنتاجية والفنية لعب دوراً حاسماً في استمرارية البرنامج. هذه الورقة هي محاولة لرصد تجربة البرنامج وتحليلها لإيجاد مخارج لكثير من الإشكالات التي تظهر بين الحين والآخر، خاصة وأن البرنامج مر بعدة مراحل وصولاً إلى الآن. وهذا ما قد يقود الورقة إلى التركيز على بعض المحاور لأهميتها لتطوير البرنامج، أود أن أشير هناك ملحقات مع الورقة وعرض لبعض النماذج لتسهيل عملية النقاش والحوار للورقة وهذه الملحقات جزء أصيل من الورقة.
تعريف البرنامج:
برنامج مسرح على الهواء هو برنامج تلفزيوني تفاعلي يقع تحت مظلة البرامج الدرامية ولكن على مستوى الشكل الفني يمكن أن نطلق عليه مصطلح مسرح التلفزيون ونعتقد أنه يحقق قدراً كبيراً من الدقة من وصفنا لحالة المنتج النهائية. (البرنامج). هناك العديد من التجارب المسرحية التي كتبت للتلفزيون بمعايير المسرحية التلفزيونية. وأيضاً هناك العديد من المسرحيات التي عرضت على المسارح صورها التلفزيون. وهذا ما يجعلنا أن نطلق هذه المصالح (مسرح تلفزيون) على البرنامج.
الممازجة بين التلفزيون والمسرح:
ما يميز فكرة البرنامج الممازجة بين (تلفزيون – مسرح) لتحقيق درجة من التفاعلية. الممازجة بين وسيطين جماليين طرحت مجموعة من التساؤلات في كيفية توظيف الفعل المسرحي في البرنامج؟ وما هي الطريقة المثلى للفعل المسرحي في خلق التفاعل بين جمهور العرض / جمهور الشاشة؟ أين يصور البرنامج ليحقق مكان العرض وجمهور العرض ورصد الحالة التفاعلية وتحققها مع جمهور الشاشة؟ حاول البرنامج في الدورتين السابقتين الإجابة على هذه التساؤلات وهنا برزت تساؤلات جديدة تخص الجودة. سنتطرّق لها في محاورها.
الإطار الموضوعي:
القضايا التي يتحرك عليها البرنامج هي مجمل القضايا الحياتية من ظواهر سالبة (مجتمعية – اقتصادية – سياسية)، وأعتقد أنّ مُجمل القضايا التي ناقشها البرنامج في الفترة السابقة كانت مُوفّقة بدرجة كبيرة واستطاعت أن تسهم في حِراك حقيقي لهذه القضايا وتنوُّع القضايا وتعدُّدها كانت السِّمة المُميّزة للبرنامج.
وحسب الخطة الإنتاجية دائماً تحدد عناوين القضايا موضع الإنتاج ويمكن تحريك هذه العناوين حسب أهمية القضية وحسب حركة البرنامج خارج الخرطوم، لأن لكل ولاية أو مدينة سودانية قضية هي الهَمّ الشاغل لأهلها وذلك بالتقديم والتعديل والإضافة، هذا المنهج في التعامل مع انتخاب القضايا كان موفقاً لحد كبير. وإن كان ثمة ملاحظة فإنّها تتعلق بزاوية التناول لبعض المواضيع لأن لكل قضية حسب الظروف الموضعية زاوية لتناولها حسب الواقع الثقافي لمكان التصوير ودرجة التفاعل.
الإطار الفني:
ويقصد به الشكل النهائي للبرنامج على الشاشة، حيث يتقاطع عدد من العناصر التي تشكل هذا الإطار وكلها تقع في الفضاء الجمالي. هذا التقاطع ناتج طبيعي للرؤية الفنية وتسيطر صناعة الصورة على الأولية لأن جودة الصورة شرط فني وتحقيق هذا الشرط الفني يتطلب عدة خطوات أنتهجها البرنامج.
التصوير:
الرؤية الفنية للبرنامج تقوم على وجود ثلاثة كاميرات DV400. توزع حسب جغرافيا الخشبة المقترحة في موقع التصوير. وهنا لابد من الإشارة أن للتصوير الخارجي شروطاً يجب توافرها حتى تحقق الجودة وأهمها وزمن التصوير. لأن التصوير في الزمن الصحيح هي الخطوة الأولى للجودة التلفزيونية. وثانيها الموانع المناخية. توافر الشرطين السابقين مدخل للجودة وفي الاعتبار أنّ البرنامج متحرك على مستوى السودان. تنوع هذه المواقع يتداخل كثيراً في مدى جودة المنتج البصري (البرنامج).