أصدرت محكمة جنايات الحاج يوسف برئاسة القاضي ياسر زين العابدين قراراً يقضي بالإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً للمدان بقتل تاجر بقالة لفة شارع الردمية الحاج يوسف وامرت المحكمة بسجن المدان (5) سنوات تسري من تاريخ دخوله الحراسة وذلك عقب ادانته بالسرقة كما امرت المحكمة بسجن لعام آخر عقب ادانته بحيازة السلاح غير المشروع وامرت المحكمة بجلده (40) جلدة حداً لمخالفته نص المادة 87 من القانون الجنائي المتعلقة بتعاطي الخمر .
حيثيات القرار …
وأسدلت المحكمة التي مثل اتهامها ميرغني محمد النصري المحامي الستار على ابشع جريمة قتل شهدتها الحاج يوسف والتي بدت غامضة الا ان فرعية شرق النيل تمكنت من فك طلاسمها عقب بذل مجهود جبار اسفر عن القبض على الجاني خلال سويعات .
وقالت المحكمة في حيثيات قرارها بحسب يومية التحري التي تلاها المتحري في البلاغ المقدم شرطة محمد الجزولي ادريس ان المدان ساندى اكول اقدم على قتل التاجر عبدالله حسن وهو صاحب متجر ويبيع الفطور ويطل متجره على الشارع الرئيسي حيث اعتاد الجاني على تناول وجبه الفطور هنالك وقبل الحادث بنحو خمسة ايام وقع نقاش بين الجاني والمجني عليه بسبب ثمن وجبة الفطور وانتهى الأمر الا ان القاتل اكد للقتيل بانه سيعود بإطلاقه عبارة (انا برجع ليك) بتاريخ 12اغسطس الماضي وعند الساعة الرابعة صباحاً حضر القاتل الى قرب المتجر حيث ينام القتيل وقام بضربه ضربات استهدفت الرأس مسبباً له كسور ومن ثم قام بكسر الدكان واخذ سجائر وموبايل ومبلغ مالي وهرب وهنا شاهده شاهد الاتهام الاول وحاول توقيفه ولكن القاتل أطلق اعيرة نارية بالهواء وتمكن من الهروب .
إزهاق الروح …
بعد يومين من الحادث ضبط المتهم ومعه المعروضات ووجهت له تهم تحت المادة 130/174/78 من القانون الجنائي المتعلقة بالقتل العمد والسرقة وتعاطي الخمر بجانب المادة 26 من قانون الاسلحة والذخيرة والمفرقعات وأحيل ملف القضية للمحكمة التي استمعت للمتحري والشاكي وشهود الاتهام وشهود الدفاع .
ولفتت المحكمة الى ان القتيل كان سليماً لايعاني من اي مرض او اي شيء وانه أغلق متجره وخلد الى النوم وان المدان قام بازهاق روحه بضربه بالفأس على رأسه مرة ومن ثم ضربه بطوبة بلك للمرة الثانية على رأسه مهشماً جمجمته مشيراً الى ان الجريمة تحقق فيها محور السلوك الاجرامي للمدان وتحقق فيها الركن الثاني وهو موت الضحية كنتيجة راجحة لفعل المدان وتوفر فيها عنصر العلاقة السببية لان الوفاة ارتبطت باعتداء المدان مضيفاً بان المدان ساندي اعتدى بقصد جنائي على المجني عليه وتعمد اصابته بالرأس باداة طوبة بلك وهشم جمجمته لافتاً الى ان المدان يبلغ من العمر (27)عاماً وانه بالغ عاقل مكلف وانه وقت ارتكابه كان في حالة سكر اختياري مشدداً بانه لايستفيد من الاستثناءات الواردة في القانون .
إدانة في كل المواد …
واضاف القاضي بان المدان ساندي قادر ولم يتعرض لاي استفزاز لحظة ارتكابه الجريمة كما انه لم يكن في حالة دفاع شرعي ولايستفيد من اي استثناءات واردة بالقانون كما انه لايستفيد من استثناء المعركة المفاجئة وفي قوله ان القتيل قبل اربعة ايام من الجريمة قال له (كرهتونا) و(ياعب) و(انتو ياجنوبيين ماعندكم حاجة عندنا ) وقعت قبل ايام ومر عليها وقت كاف وانه لايستفيد من الاستفزاز لذلك توصلت المحكمة الى ادانته بالقتل العمد، كما انه اقر بانه كان مخموراً لحظة ارتكابه للجريمة كما اقر بقيامه بالسرقة عقب قتله المجني عليه وانه في الدعوى اكد شاهد الاتهام الاول ان المتهم كان يحمل مسدساً واطلق منه رصاص واتضح لاحقاً بانه مسدس ماركة رامبو 9ملم وانه استخدمه بدون ترخيص وتوصلت المحكمة لادانته في جميع المواد التي وجهت له .
تفاصيل اللحظة …
الجدير بالذكر ان فرعية شرق النيل اوقفت المتهم وتولى التحري المقدم محمد الجزولي ادريس الذي بذل جهداً مقدراً في توفير الادلة والبينات التي تدين المتهم، ويذكر ان المدان لحظة شروعه في القتل ازاح الغطاء عن وجه القتيل وكشفه ليتأكد ما اذا كان هو التاجر الذي يقصد وعندما اكتشف انه هو نفسه باغته بضربة بالفأس اسفل الاذن اليسرى وعندما حاول القتيل النهوض تبعها بضربة بطوبة بلك على رأسه مهشماً جمجمته ثم قام بكسر الأقفال وسرقة باكو سجائر ومبلغ (280) الف جنيه وموبايل وحاول كسر الخزينة ولم يتمكن من كسرها فغادر الموقع وعندما لاحظه احد المارة حاول الإمساك به ولكنه اطلق رصاص بالهواء وتمكن من الهروب والقي القبض عليه في غضون سويعات وسدد البلاغ الذي شكل بلاغ رأي عام .
وعقب النطق بالحكم انطلقت زغاريد اسرة القتيل التي اطلقت الزغاريد وسط بكاء شديد لوالدة المجني عليه واقاربه ووسط إجراءات امنية مكثفة من شرطة المحكمة ومباحث الفرعية التي انتشرت بالمحكمة وقامت بتأمينها .