صالح الضي.. اسمٌ مضئٌ في تاريخ الغناء السوداني.. قدم أغنيات كانت في منتهى الجمال واحتشدت بالعاطفة الصادقة والتي كانت ملمحاً أساسياً في تجربته القصيرة ولكنها كان ذات تأثير بالغ على الشعب السوداني .. لذلك ظل صالح الضي فنانا حاضرا وكل أغنياته حاضرة تمشي بيننا في زهو وفخار ..ولكن صالح الضي رغم جمالية أغنياته ظلت سيرته غائبة ونحاول أن نستعرضها هنا عبر العديد من المقالات وجدناها منشورة في بعض المواقع الإلكترونية.
حينما فاض به الشوق:
اغنية يا طير يا ماشي لي اهلنا هي من كلمات الراحل صالح الضي كتبها حينما فاض به الشوق وهو بمدينة القاهرة والتي توفي بها ..وكانت له وقفات في اذاعة ركن السودان والتعريف بالغناء السوداني حتى اضحى المسؤول عن قسم الموسيقى ..له الرحمة والمغفرة وهو القائل (ماذا يعني ان ننام في منازلنا وبإمكاننا اسعاد الناس)… ودي كردفان الارض المعطاءة تمنح الآخرين النفائس والفرائد والدرر ..لم يلج صالح الضي دنيا الغناء من الباب السهل، فقد صادف ظهوره العمالقة: الكاشف، أحمد المصطفى، حسن عطية، عثمان حسين، إبراهيم عوض وغيرهم. لكن لصالح ميزات اخرى، فوالده هو الضي آدم رمضان عازف آلة (البروجي) الماهر التي كان يستخدمها الجيش في نداءاته المختلفة. وكان الضي حاضراً في الألعاب الشعبية (الجراري، التويا والهسيس) وغناء (الكرير).
طرب الزمن الجميل:
حكى أخاه آدم الضي، الذي جلسنا اليه بصحبة ابن اخيه الإعلامي علاء الدين محمد الضي الذي وثّق له عبر سفره (الفنان صالح الضي.. طرب الزمن الجميل) بمنزله بالثورة. يقول: كنت وصالح والأخ الأكبر محمد بالأبيض بعد انتقالنا بصحبة الوالد اليها في العام 1942م من ديارنا ببارا. كنا ننتظر الجيش لنردد من خلفه الجلالات المشهورة حتى حفظناها عن ظهر قلب، وصرنا نتتبع الجيش في المدينة مبهورين.. وأحياناً نقضي الساعات بلا ملل ونحن ننظر الى الوالد يقوم بتلميع آلاته الموسيقية.
بارا المدينة الأولى في حياته:
شهدت هذه المدينة الحالمة بولاية شمال كردفان ميلاد صالح الضي في العام 1936م، وبالأبيض عندما بلغ السابعة من عمره درس الابتدائية بمدرسة الأبيض، لكنه اتجه الى عمل النجارة وصار من أشهر صانعي الأثاث بالمدينة، غير أن رحيل الوالد في العام 1952م من الأسباب التي سارعت برحيله الى مدينة بورتسودان، بعد مضيّه وقتاً ليس بالكثير مع شقيقه محمد الضي عازف الكمان المعروف بأم درمان.
- عشر سنوات ببورتسودان:
ويواصل حاج آدم، شقيق المرحوم الفنان صالح الضي الذي تحامل على آلام المرض، حديثه، إن صالح الضي قد قضى عشر سنوات بمدينة بورتسودان منذ العام 1962م حتى ظنه كثير من الناس أنه من أبناء تلك المدينة التي أحبها لدرجة كبيرة، وبها تفتقت موهبته الغنائية وعرفه الناس عبر أشهر أغنياته (أوعك تخلف الميعاد)، (يا جميل يا حلو)، (يا عينيا) وغيرها..
فنان أصيل:
ذهب إلى مدينة بورتسودان ولمع نجمة فيها كفنان اصيل وصناعي ماهر في مهنة النجارة تزوج منها وانجب ابنته الوحيدة عزيزة . اتى الخرطوم وسكن مع مجموعة من الفنانين الشبان في ذلك الوقت في حي بيت المال جوار منزل الزعيم اسماعيل الازهري منهم الفنان محمد الامين و الفنان ابو عركي البخيت و الفنان المرحوم/ خليل اسماعيل وبعدها هاجر الى جمهورية مصر وطاب له المقام بها وعمل بإذاعة وادي النيل. اما علاقته بقرية ام قلجي فتعود الى العلاقة التي جمعت بين جدنا المرحوم مختار احمد نصري وعم الفنان صالح المرحوم حسن آدم رمضان، كما ان هنالك صلة رحم بين الحاجة ام عزة ابراهيم مطري وجدتنا للوالد الحاجة فاطمة الصافي ابراهيم. اما اذا اردتم المزيد من اجل التوثيق فيمكنكم الاتصال بالاستاذ علاء الدين الضي ابن اخيه والمنتج التلفزيوني الشهير بتلفزيون السودان.
إثراء الوجدان السوداني:
صالح الضي له الرحمة والمغفرة أثرى الوجدان السوداني بأروع الاغنيات واعذب الالحان بالاضافة الى الصوت الآسر الذي يتخلل الدواخل فيوقظ فيها كل حالات الفرح وكل اعتصارات الحزن وكل التباريح التي تتوسّد وسائد البيات وكل التواريخ التي تحتضن الذكريات والاشواق والأشياء الجميلة .. صالح الضي حينما تستمع لأغنياته تحس بدواخلك تحلق بعيداً تبحث عن شيء تحسه ويغلبك تحديد مجاله الحيوي .. تكاد تلامسه فيفر منك ..وأخيراً يتركك اسيراً للشدو الخالص الرواء.
أغنياته:
وكما ذكر الأخ ابراهيم بان فناننا الراحل ولد بمدينة بارا واظنه في العام 1936 وانتقل مع اسرته الى الأبيض في العام 1942 ودخل الإذاعة في العام 1969 وله ما يفوق الثلاثين أغنية وغنى للعديد من الشعراء الأفذاذ على سبيل المثال: محجوب شريف الشوق والغرور.. الحلنقي شريك حياتي – عيش معاي الحب – بتتغير .. ابو آمنة حامد نحن ما ناسك – ضاحك المفاتن – سنتحد .. تاج السر عباس ثورة غضب .. بابكر عبد الرحمن اغنية دلال خليفة الصادق.. سلوان أبو قطاطي ازهار المحبة .. حسن زين العابدين كوكو اغنية اوعك تخلف الميعاد واغنية يا جميل يا حلو ..وحسن زين العابدين شاعرٌ كردفانيٌّ من مواليد مدينة الأبيض.