كلمة قالها هنري كيسنجر للاوكرانين : ( أنتم في منطقة وسطي مابين حلف الناتو وروسيا فعليكم أن تختاروا لمن تنتمون وإلا سوف تخسرون ) ، هذه النصيحة أتت من سياسي ورجل استخبارات ودبلوماسي أميركي ولعله لم يقلها من فراغ فهو قبل أن يقولها قرأ المستقبل جيدا وتنبا به وظلت اوكرانيا هكذا بعد أن إنفصلت من الإتحاد السوفيتي في منطقة وسطي مابين نار الروس وجنة الناتو
أمريكا وحلفاؤها الأوربيين يرون أن يفشلوا بوتين في مسعاه الاستيطاني الجديد وهو السيطرة علي أوكرانيا ويتخوفون من إذا دخل بوتين( كييف) يعني بداية لتوسعات جديدة يطا الدب الروسي رجليه في دول كثيرة ويرقد مستمتعا جذلان فرحا ، أمريكا ظلت بعيدة في وضعية المراقب و قريبة بتأليب الدول الأوربية عبر الناتو ودعم الجيش الاوكراني بالعتاد والسلاح
يبدو أن الروس وجدوا صعوبة في اجتياح كييف للمقاومة الشديدة التي وجدوها من الجيش الاوكراني ويبدو أن أمد هذه الحرب سوف يطول ، روسيا الآن بداءت في إطلاق صواريخ أسرع من سرعة الصوت علي مواقع اسلحة وهو تطور جديد في الحرب ، ورصدت الأقمار الصناعية لحلف الناتو أن الجيش الروسي يحفر خنادق حول مدينة كييف لإخفاء أسلحة وحماية قواته والاستعداد لاجتياحها
الدب الروسي يسعي لخلق تحالفات تسنده في حربه ضد الناتو في اوكرانيا والخروج بأقل الخسائر من جراء العقوبات التي فرضتها أمريكا والدول الأوربية عليه ، الدب الروسي يقول أن علاقاته مع الصين سوف تزداد قوة ، الصين تربطها مصالح اقتصادية مهمة مع روسيا حيث بلغ حجم المعاملات التجارية بين البلدين أكثر من 140 مليار دولار في العام السابق ، الصين ترفض العقوبات المفروضة علي الدب الروسي وامريكا تحذر الصين من عدم التعامل والتعاون مع روسيا ودعمها لحربها ، هناك بون شاسع بين الصين والناتو في ظل تحذيرات الصين من توغل قوات الناتو شرقا ومحاولة محاصرة دولة عظمي مثل روسيا
يبدو أن الحرب سوف يطول امدها ويبدو أن كييف لا زالت عصية علي الجيش الروسي الذي تراجع حوالي 70 كيلو مترا من العاصمة كييف في اليوم الخامس والعشرين من دق طبول الحرب بين البلدين ، روسيا تسعي في تقفيل كل الطرق والمعابر والمواني التي تقدم الدعم اللوجستي للجيش الاوكراني فقد استولي الروس علي ميناء ماريوبل لرصف الطريق السهل المسلك والاستيلاء علي مدينة اوديسا الاستراتيجية
الحوار الذي بدأت جولاته بين روسيا واوكرانيا اعتقد أنه لا يكلل بالنجاح مستقبلا للشروط المسبقة التي وضعها بوتن من ضمنها نزع السلاح الاستراتيجي الاوكراني والتحييد وهذا ماترفضه امريكا بشدة و تحرض اوكرانيا علي عدم الموافقة بتاتا علي هذه الشروط
بوتن يصر علي اجتياحه الكامل لهذه البلاد وهو يمتلك القوة لتحقيق ذلك وسوف يفعله طال الزمن أم قصر والذي يبتل بالماء لا يخاف من العوم وقد عزم علي ذلك لكن سوف تكلفه الكثير وسوف يدفع فاتورة غالية الثمن و سوف تسبب الحرب في أوربا تغييرا جديدا في خارطة النظام العالمي الجديد وتغيير القطب الأحادي الي قطب آخر ، إنها الحرب التي لاتبقي ولا تذر وهي شر لكنها عند بعض السياسين شر لابد منه .