#عجائب_الزمن_القحتي
عودة الديكتاتور
قال:
يتحدثون عن عودة لحمدوك في أطار مبادرة أممية.
قلت:
لن يقبل أحد بعودة الديكتاتور مرة أخرى
قال:
الديكتاتور؟؟
قلت:
نعم الديكتاتور.
قال:
حمدوك ديكتاتور؟
الناس يتهمونه بالضعف والعجز فكيف يكون ديكتاتورا؟
قلت:
ومن أنبأك أن الديكتاتور لا يكون ضعيفا وعاجزا أعلم أن غالب الديكتاتوريين كانوا ضعفاء وفاشلين إلا الإستثناء الذي يثبت القاعدة.
قال:
وكيف ذلك؟
قلت أشهر الديكتاتوريين في العالم كانوا تحت سلطة جماعة تحيط بهم وتفرض تأثيرها عليهم أو زوجة قهرمانة قاهرة أو أحيانا تحت تأثير قوة خارجية تفرض نفوذها عليهم بينما يفرضون هم نفوذهم على الشعب.
قال:
وكيف يكون حمدوك ديكتاتورا؟
قلت:
دعنا نعرف الديكتاتورية أولا فهي مشتقة من الفعل (لاتينية: dictātus ديكتاتوس) بمعنى يُملي أو يفرض أو يأمر فهي من فكرة إملاء رأي واحد و فرضه بالقوة وقد قال فرعون من قبل (ما أريكم إلا ما أرى).
والديكتاتورية أنواع حسب درجة القسوة فالأنظمة ذات المجتمعات المغلقة التي لا تسمح لأي قوة سياسية مناهضة ولا أي نوع من المعارضة وتعمل لأعادة تنظيم كل مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية وتضع معايير جديدة حتى للأخلاق.. فهل إنفرد حمدوك بالقرار…الإجابة هي نعم… وهل حاول حمدوك إعادة تنظيم الدولة دون استشارة الشعب وحاول فرض مناهج جديدة ومعايير جديدة للأخلاق… الإجابة هي نعم…. هل إنفرد بفرض الرأى الذي يملى عليه فيمليه هو الآخر على الشعب… الإجابة هي نعم…. ألا ترى أن التعريف ينطبق عليه حذو الحافر بالحافر.
قال :
ولكن كانت لحمدوك حاضنة هي قوى الحرية والتغيير
قلت:
وكل ديكتاتور له حاضنة ثلة أو زمرة من أصحاب المصالح أو حزب أو قبيلة أو عشيرة أو جهة أجنبية. فوجود الحاضنة جزء من تكريس الديكتاتورية. فهي أما أن تكون حاضنة ذات نفوذ فتملي عليه ما يمليه هو على الناس أو هي حاضنة تكتفي بنيل الغنائم و الأنفال كما كان الحال مع قحت
قال:
أذا كانت قحت حاضنة لا تملي… فمن يملي على حمدوك
قلت:
أتريدني حقا أن أخبرك بما تعرف أجابته؟
قال:
فما هي مظاهر ديكتاتورية حمدوك؟
قلت:
حرضت قحت والدول التي مولتها على إنتفاضة الغضب على الرئيس البشير بدعوى الديكتاتورية وربما صح أن البشير إنفرد بتقرير أمور مهمة ما كان له أن ينفرد بها و ربما حاول التملص من قيود عديدة ليحكم بما يرى… نجح أحيانا وأضطر لتسوية ما أحيانا أخرى… لكنه لم يكن يستطيع أن يسن قانونا لا يجيزه البرلمان. ولا حتى أن يصدر أمرا مؤقتا في غياب البرلمان يفرض به به رسوما أو ضرائب أو ينتقص به من حق أو حرية متاحة للناس. وكان لا يستطيع أن يعين رئيسا للقضاء إلا بترشيح من مجلس القضاء ولا مراجعا عاما ولا نائبا عاما إلا بموافقة البرلمان ولا يجيز اتفاقا دوليا إلا بمصادقة البرلمان وكانت المحكمة الدستورية تبطل كثيرا من التشريعات والقرارات لمخالفتها الدستور ورغما عن ذلك كله كنا نعتبر البشير منفردا بالقرار وندعوه إلى بسط الشورى وتداول السلطة.
أما حمدوك ومن يملي عليه من أوليائه فقد حكم حكما مطلقا بغير محكمة دستورية تبطل القوانين الجائرة التي سنها وكان هو وزمرته من كان يعين كبير القضاة ويفصله ويفصل عبر لجنته المشهرة الفاسدة التي ظل يدعمها القضاة و النواب العامين ويفصل المراجع العام ولا يعين غيره (ليعيط) أصحابه في المال العام بغير حساب ويبتزون كل صاحب مال أو سلطة بالتهديد بالمصادرة أو بالفصل دون مسوغ إلا عدم الرضا السياسي.
وظل يعطل تعيين المحكمة الدستورية والبرلمان رغم أن المحكمة ستكون بالتعيين وليست مختارة من القضاة والبرلمان هو الآخر سيكون قحتيا بالتعيين ولكنه ما كان ليرضى بصاحب سلطان سواه يعلق على قراراته دعك من أن يغيرها .
قال:
لكنه لم يفعل ذلك وحده فلم تلومه وحده؟
قلت :
آنا لا ألومه وحده لكنه كان صاحب السلطة الأوسع بموجب الوثيقة الدستورية ومن واقع الحال وكان بأمكانه أن يمانع أو أن يعطل أيما قرار جائر ولكنه لم يفعل… ولم يكن ليفعل فقد كان يفعل ما يملى عليه فحسب
قال:
وما هي الجهات التي كانت تملي عليه ليكون ديكتاتورا بأسمها وعلى رسمها؟
قلت:
أراك تسأل مرة أخرى عن ما تعلم وتعرف…. من كان يملي عليه هو ذات من يحاول إعادته الآن.
قال :
وهل سينجحون؟
قلت:
ربما أذا ذهبت النخوة عن الشعب و الرجولة عن حماة الشعب… لكن هيهات.
حمدوك لو له ادنى درجة من عزة النفس والكرامة لن يوافق على العودة حتى لو يتوجونه ملكاً على السودان.
سيعود رغم أنفك يا أمين وانت غير امين