سبق وأن قلنا لكم قبل هذا أن هنالك جهة ثالثة تطلق الرصاص وتقتل المتظاهرين وتضرب الطرفين في بعض، فحينما تقتل المتظاهرين تكون بذلك قد تأكدت من أنها نجحت في توسيع هوة الخلاف بين العسكر والمدنيين الذين فقدوا الثقة نهائياً في النظاميين، ثم تعود تارةً لتطلق النار على النظاميين ليصبح رفاقهم أشد فتكاً بالثوار في روح إنتقامية .
ثم أن هنالك مندسين لاعلاقة لهم بالثورة ولا الثوار يقومون بالإعداد قبل إنطلاق المليونيات يعدون العدة لها ويقومون بإعداد قنابل الملتوف اليدوية الحارقة ويستولون على قنابل مسيلة للدموع لا ندري من أية جهة يحصلون عليها ثم أنهم إبان المليونيات يواجهون الشرطة بالقوة المميتة وهذا سلوك غير معهود ونعلم تماماً أن السلاح الذي يتسلح به الثوار لا يبارح التروس والهتاف وحمل أغصان النيم وماء الخل لأنهم يؤمنون تماماً بقضيتهم .
الجهة الثالثة المستفيدة من القتل والسحل هي جهة مدعومة من جهات أجنبية مخابراتية تقدم المال والسلاح ذا الحجم الصغير لقتل الرفاق وتقدم كل ما يمكن تقديمه لشغل الرأي العام عن المهمة الأساسية الممثلة في بناء الوطن وتماسكه ووحدته، تلك الجهات المدعومة من بعض الدول العربية ودول الجوار وتتلقى تعليماتها من دول (الترويكا) والجن الأحمر تعمل جميعها لتفتيت السودان ونحن الأغبياء إبتلعنا الطعم ونقوم بتنفيذ الأجندات الآن ونتحرك كالدمي يمنةً ويسرةً حتى أصبحنا لا نثق في أنفسنا فأية دولة سنبني ؟! .
من الغرائب أن البرهان يرى ويسمع ويعلم ولكن لا يحرك ساكناً وبدا عاجزاً عن فرض هيبته وحفظ هيبة وسيادة الدولة، ولعل أبرز مظاهر ضعفه أنه حتى الآن لم يسجل موقفاً واحداً ضد صعاليك الغرب الذين يتسكعون في شوارع الخرطوم ويعقدون الإجتماعات ويحيكون الفتن والدسائس ضد وطنه وشعبه .
الآن هنالك بعثات تمارس أدواراً مخابراتية في السودان وهنالك مواطنون عملاء يجيدون نقل المعلومات حتى وإن كانت خاطئة مقابل بعض أوراق الدولار التي لاتسمن ولاتغني من جوع وأحسب أن هؤلاء الخونة يذكرونني تماماً ببعض عملاء الهند وفلسطين الذين أسهموا اسهاماً كبيراً في إسقاط دولهم تحت وطأة الاستعمار الغربي والصهيوني .
لن يصبح البرهان ((بشيراً)) آخر لأن البشير يشهد له التاريخ بمواقف عدة رفض فيها التدخلات الأجنبية وقاومها بشدة وحينما فعلت قواته فعلتها في ٢٠١٣ وقتلت المتظاهرين إبان أحداث رفع الدعم عن المحروقات لم تستطع (الترويكا) فتح فمها أو التدخل بالشأن الداخلي للبلاد فما الذي استجد وجعل هؤلاء ينظرون إلى أنفسهم بعين الرجولة ليتدخلوا في الشأن السوداني الآن؟! .
ما استجد في الأمر أن القائد ضعيف والمؤسس كذلك وبعض الذين من حولهم جبناء أرزقية والشعب جيعان والشباب يخرج إلى الشارع ولا يعلم ماذا يريد أو كيف يقلب الطاولة لصالحه، الكل يسعى لتخوين الكل والكل يسعى للإنتقام من الكل والفوضى ضاربة بأطنابها ولا يزال القائد ممسكاً بالعصا من المنتصف وهو لا يدري بماذا يمسك هل هي عصا؟ أم ثعبان سام ؟!…