من صفات الدولة الفاشلة هي تقلد الضعفاء في السلطة وعدم وجود جهاز تشريعي رقابي ينظم ويصحح قرارات الدولة وإسكات أصحاب الراي الآخر والزج بهم داخل السجون والفساد الظاهر للعيان لكنه مغطي من قياداتها ، أسوأ حكم مر علي هذه البلاد هو ذلك الحكم الموجود الآن…. وأفشل جهاز تنفيذي في المركز وفي الولايات هو الجهاز القابع الآن علي السلطة والمتشبس بها ، تأخذهم العزة بالإثم وهم ليسوا إلا خشب مسندة، يتحدثون هنا وهناك عن ضرورة تكوين جهاز تشريعي فالسؤال الذي يطرح نفسه هذا الجهاز يتكون من من ؟ هذه (غلوتية) لم يستطع حمدوك ولا حاضنته المتشذرة المتهالكة طلاسمها حتي الآن! وإن عين جهاز تشريعي في ظل حكومة ضعيفة ليس فيه فائدة ترجي ويكون بمثابة ضاربي (الدلوكة والشكارين) !
روائح فساد نتنة ظلت تفوح خلال هذه الأيام أصبحنا نضع سبابتنا وإبهامنا في انوفنا حذر الاختناق و التقييء ولا ينفع حتي وإن لبسنا كمامة فالكمامة يمكن أن تكفينا شر كوفيد ١٩ لكننا لا توقينا من هذه الرائحة القيبحة ، دولة تدار بواسطة أفراد يحسبون علي أصابع اليد ….هم الحكام وهم الساسة وهم القضاة وهم الجلادون ، سماء سياسية ملبدة بالغيوم السوداء لا تمطر خيرا لكنها تمطر قطرانا اسودا من فشل وفساد ، الفساد دخل حتي في أجهزتنا الحساسة والمهمة التي من واجبها حماية الفساد والقبض علي المفسدين ، بهلوانات والقاب صارت تحكمنا اشمئزت نفوسنا من ذكرها وأصبحنا ندير ظهرنا لها ونصم اذاننا عندما يتحدثون ، القاب تذكرني( بصفي الدين الحلي) عندما أنشد قائلا:
إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ
وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ
وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ
وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ
لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها
حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ
،نحن الآن وصلنا مرحلة أبعد من الملل وأبعد من(القرف) كل يوم من أيام الرحمن يصبح علينا لا نزداد إلا معاناة ولا نزداد إلا فقرا ولا نزداد إلا حيرة من أمرنا ولخمة رأس لا نعرف متي تنتهي فليتكم لم تاتوا……وليت الذي ذهب بقي !
بيت الطين علي حسب تقسيمات السماسرة ينقسم إلي قسمين بيت طين محسن وهو الذي يردم ساسه بالتراب العالي ويتم بياضه من الخارج والداخل بالأسمنت فإنه أن تم الاهتمام به وصيانته بصورة دورية يمكث سنين عددا والقسم الثاني هو بيت الطين غير محسن وهو ما لا تجد فيه الصفات السابقة ، الحكومة التي تحكم هذه البلاد بيت طين غير محسن بني في وضع مخل ظل عامين كاملين بدون إهتمام به ،الآن احاطت به المياه من كل جانب وشرب ساسه ولا محالة أنه سوف يسقط ويفر من يسكنونه بداخله قبل السقوط ويتفرقون !
لايفلح نظام الحكم في أي بلد إن أعتمد علي وضعية سؤال الدول الغنية أعطوه أو منعوه ، حتما يأتي يوم يقفل منه ( البلف) ويسقط لانه يصير كالدمية التي تحرك كيفما وحيثما شاءوا
كلما تفصح دولة ما عن دعم للسودان تضج الأسافير بتصريحات من هم في الحكم بذلك كان ليلة القدر قد أتت إلينا وكأننا بهذه المنحة سوف تحل كل المعضلات ، بلادنا زاخرة بالخير إن ضبط وأحكم يصب للدولة خيرا ونعمة ولكن إن امسكت به التماسيح إدارة وحركة سوف يصير نقمة لا نعمة وبدلا من أن يذهب لخزينة الدول يذهب إلي جيوب الآخرين، كل الذي نراه ونسمعه في الشأن السياسي في هذه البلاد هو خبط عشواء. وضجيج بلا طحين وطنين يؤذي.. ودفاق المياه انتظارا لماء الرهاب فمتي…. ثم متي يأتي المنقذون ؟