تفشت بصورة مخيفة ظاهرة حمل الشباب للسكين حيث تحول حملها من “الضراع” الي حزام البنطال أو الجيب الخلفي له بطريقة تضع عدة تساؤلات.
وكانت السكين لا يحملها الا رعاة الماشية للضرورة القصوي ليقوم الراعي بذبح البهيمة في حالة حدوث طارئ لها حتي “يحللها” ليتمكن من تناول لحومها.
وانتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة اقتناء السكاكين وسط فئات عمرية محددة وكأنها واحدة من موضات الحلاقة أو الأزياء.
واصابتني الحيرة والدهشة عندما أخبرتني زوجتي بأن أولادي قاموا بشراء سكاكين ضحكت في بادئ الأمر ثم سرحت بخيالي وبديت اطرح عدة أسئلة على نفسي وقلت خلاص العيال كبرت ثم فجأة تذكرت ما حدث لكثير من الشباب من حالات طعن وإصابات متفاوتة فيمابينهم في حالة حدوث مشاجرة.
وتذكرت أيضا الإعداد الكبيرة من الشباب المتواجدين بين جدران السجون بسبب انهم قاموا بطعن أصدقائهم في الحفلات وتذكرت أيضا اؤلئك الذين فقدوا أرواحهم بسبب طعنة قاتلة في العنق أو البطن.
و المؤسف حقا والمحزن جدا أن ظاهرة حمل السكاكين تفشت وسط طلاب المدارس والجامعات ووسط أيضا كماسرة الحافلات.
والمثير جدا أن إحدي الفتيات أخبرتني انها تحمل سكينا في حقيبتها بعد تعرضها للمعاكسات من بعض الشباب في الحي الذي تسكن فيه.
هذه الظاهرة تطرح سؤالا مهما هل حمل السكين ناتج عن تدهور الوضع الأمني ام ان هناك عدم اطمئنان ام هي مراهقة شبابية تزول بعد تخطي هذه المرحلة؟
واتوقع ان يقوم علماء النفس بتفسير هذه الظاهرة ووضع النصائح والإرشادات التوعوية حول خطورة حمل السكين على حياة حاملها نفسه وان على أولياء الأمور القيام بدور كبير في الحد من تفشي هذه الظاهرة.
ويقع على عاتق المجتمع خاصة أئمة المساجد مسؤولية كبيرة في التوعية بجانب أن الأجهزة الأمنية والحكومة من واجبها توفير الأمن والأمان لكل شاب حتي يتخلي من حمل السكين ويطمئن بأن القانون هو الذي يفصل في الخلاف وليست السكين.