kalfelasoar76@hotmail.com
حين وصلنا مشارف مدينة عطبرة، لم نكن نحتاج أن نلتفت ذات اليمين أو ذات الشمال، لأن رجال عطبرة وشبابها كانوا وقوفاً عند بوابة الحنين والترحاب.
ترجّلنا عن سيارتنا، فاحتضنتنا قلوبهم قبل أكفهم، أهلاً وسهلاً حبابكم عشرة، شرّفتونا ونوّرتونا، مرحبتين مرحبتين، كانت تلك الكلمات مثل الشفرة متعارفاً عليها بين أهل عطبرة، ماركة مسجلة تخبرك أنها التوأم لبلد الحديد والنار.
من ذلك المكان توجهنا مباشرةً إلى متحف عطبرة، رائحة التاريخ وعبق الأمكنة، حضارة وآثار ترقى لدرجة كنوز، أحدها كان أطلسا للحاكم الإنجليزي، لا تستطيع أن تتصفحه لأن ورقه سيتكسّر تحت يديك…!!
نظرت إليه وأسرعت لمشاهدة حدودنا، فوجدت أن نصف اثيوبيا وربع إريتريا وجزء من ليبيا كان هو السودان، وطبعاً لم يفوتني أن أرمق حدودنا الشمالية لأجد أن حلايب وشلاتين ليست فقط المغتصبة، لقد كان وطننا كبيراً وواسعاً وشاسعاً وممتداً بحجم الأفق.
شاهدنا بوابة الملكة وقطارات ناهز عمرها قرن وأكثر، والمحول وساعة رملية وتلغراف وأواني والكثير المثير والغريب، كل ذلك التاريخ يقف خلفه بكل شموخ وأنفة عمنا مصطفى أحمد فضل الذي يحفظ المتحف عن ظهر قلب كما يحفظ عطبرة “شارع شارع وقضيب قضيب ومأذنة مأذنة”.
غادرنا عقب ذلك الى دار الأيتام، هي أشبه بدار المايقوما في الخرطوم، مع الاختلاف الكبير، نظافة ودقة ومتابعة واهتمام.
غادرنا دار الطفل إلى مأدبة غداء بنكهة المندي والمظبي، قدمت لنا اللحوم والفراخ على طريقة المطبخ اليمني. ثم العصائر والشاي والقهوة، ثم استراحة في منزل رجل الأعمال عبد العزيز محمد خير والذي قدم لنا طبقاً من المثلجات وطبقاً من الفاكهة، استطاع أن يجمع فيه كل أنواع الفواكه الموسمية وغير الموسمية.
تلا ذلك، أداؤنا لصلاة المغرب ثم توجهنا الى إستاد عطبرة لمشاهدة مباراة كرة القدم والتي جمعت بين فريقي السلمة وحي العرب، قمنا في المباراة بتدشين مبادرة (وصِّلني)، صافحنا الحكام واللاعبين والتقطنا الصور التذكارية وجلسنا في المقصورة رفقة الإخوة في اتحاد الكرة أبو القاسم العوض وعادل حمدتو وصهيب الحسين.
لم ننس ونحن نغادر الإستاد أن نُحيي جمهور عطبرة الراقي وجمهور فريقي السلمة وحي العرب داخل الإستاد والذين بادلونا التحايا والود.
عقب تلك المباراة، عدنا أدراجنا الى منزل الرجل المضياف عبد العزيز محمد خير والذي رفض وبشدة وأقسم ألا ننزل بفندق، وقال عيب علينا في عطبرة يجونا ضيوف وينزلوا فندق.
الرجل خصّص لنا جناحاً في منزله بمواصفات جناح فندقي في فندق سبعة نجوم، وقفت زوجته وأبناؤه يخدمونا بكل ترحاب وحب ودفء.
الرجل الحاتمي عبد العزيز لم يكتف بدعوتنا نحن فقط، بل قام بالنشر على صفحته في الفيسبوك بأن كل أبناء وبنات عطبرة الممتحنين، عليهم أن يتوجّهوا صوب منزله بسبب انقطاع الكهرباء، وقد خصّص الرجل الطابق العلوي للطلاب مع مُولِّد جاهز للعمل ٢٤ ساعة.
….نواصل……
خارج السور:
عدد الطلاب الذين سيجلسون لامتحانات الدراسات الإسلامية يوم السبت هو ١٩٢٥٢٦ بمعنى قرابة الـ(200) ألف.
ساعدوهم ليصلوا الى مراكز الامتحانات
- نقلاً عن الانتباهة*
كُتب المقال يوم الجمعه