الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
وهج الفكرة
مزاهر رمضان
عبثية الخروج
حدث في زمن سيدنا موسى عليه السلام أن امتنع المطر فشحت الموارد وجاع الناس فخرج موسى بقومه لصلاة الاستسقاء ودعا الله تعالى فلم تحدث استجابة فسأل موسى ربه أن يا رب عودتني الاستجابة !! فقال الله تعالى : لم أستجب دعاءكم ولم ينزل المطر لأن فيكم رجلا يعصيني منذ أربعين سنة فنادى موسى في بني اسرائيل أن فيكم رجلا يعصي الله منذ أربعين سنة فليخرج من بيننا..وكان الرجل يعرف نفسه فناجى الله تعالى اللهم إن خرجت فضحت نفسي وإن بقيت لم ينزل المطر فإني أتوب إليك وأعاهدك ألا أعود لمثلها أبدا فأنزل الله المطر فرحة بتوبة عبده..وطلب موسى من الله أن يخبره من هو العاصي فقال له يا موسى لقد سترته وهو يعصيني أفأفضحه وقد تاب إلي؟؟!!
الخروج إلى الخالق والفرار إليه -وليس إلى المخلوق – هو الحل الناجع والفعال والسريع وكل الحلول سواه وكل الخروج ضرب من العبث وتضييع للوقت والأرواح ومجرد دوران في حلقة مفرغة…
سيخرج الناس احتجاجا على أوضاع من صنع أيديهم (والتسويهو بإيدك يغلب أجاويدك)…جربنا دراما الخروج فلم نجن سوى المزيد من الوجع والأزمات ذلك أن كل ما يحدث لن يفضي إلى تحقيق العشم وستستفيد منه جهات لم تجرب الجوع (ولا فارق معاها الغلاء) وسيزداد عدد الثكالى والأرامل والأيتام والمواجع..وسيعود الناس إلى منازلهم ليكابدوا (السخانة) والغلاء والإحباط..
سيناريوهات متشابهة ومكرورة وأبرز ما فيها أنه لا قيمة للإنسان فعندما يطيش الرصاص من جهة تظل مجهولة سيتساقط الأبرياء الجوعى دون قصاص..
ونكرر القول أن مشاكلنا كلها – الشخصية منها والعامة – ليست بسبب حزب أو حكومة أو جهة ما وإنما سببها هذا الإنفلات وهذا الابتعاد عن الدين وإقصائه عن حياتنا..هل تتوقعون (بالعقل كده) أن الربا والزنا والسرقة والخمور والقتل والاغتصاب والجشع والحسد وترك الصلاة والظلم والحسد والتنافس على الدنيا وغيرها هل تتوقعون ألا تكون شؤما علينا ولا تؤثر في أوضاعنا وأرزاقنا وعافيتنا؟؟ هل رفع عنا القلم أم قال الله للسودانيين اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم!! كيف نتوقع حكما راشدا ورفاهية في العيش وصلاحا في الأحوال ونحن نعصي الله سرا وعلنا ليلا ونهارا وهو تعالى يسترنا فنغتر بالستر ونتمادى حتى تموت قلوبنا فترى الحق باطلا والباطل حقا !! وأكثر ما يثير العجب هو هذه (الورجغة) والتنظير الذي لا ينتهي سواء من أهل الحكم او الصحافة أو أي منظراتي في أي موقع!!! الناس دي بتهظر ولا شنو !! سنوات طوال عجاف صدعت رؤوسنا بالكلام العبثي والخروج العبثي والمحاولات اليائسة للخروج من سخط الله بسخط الله..ألم تسمعوا (إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني) !!! أم ترانا تعودنا أن نعلق اخفاقاتنا ومشاكلنا على شماعة الآخر ونزكي أنفسنا ونستغرب كيف يحدث هذا (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ألا تقرأون القرآن؟ ألا تقرأون التأريخ؟ ألا تحسنون شيئا سوى ذم الحكام والإساءات والنيل من الآخرين…(أنا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدي . فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نعمة فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم )..أم ترانا نتغافل عن رؤية الحق وندفن رأسنا في الرمال لنبرر لأنفسنا أخطاءنا ؟؟!!
احذروا الفتنة برفاهية الكافر على كفره فالدنيا جنتهم تذهب فيها طيباتهم ويستمتعون بها ثم يمضون إلى جحيم أبدي..
كفانا صداعا فوالله لو أنما مافي الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر فشتمتم بها الحكومات وامتعضتم بها من الأوضاع فلن نجني سوى صفر كبير…وسنظل نبكي ونشتكي ظلم الحكومات وننسى ظلمنا لأنفسنا وسنجرب طرقا مختلفة للخروج من أزماتنا ولن تكون إلا وبالا علينا لأن كل سبيل غير سبيل الطاعة والرجوع إلى الله لا تجلب لسالكها إلا مزيدا من الضياع والتيه والأسى.
ما دمنا مصرين على أفعالنا فليس لنا أن نجأر بالشكوى (وخلوهم يعوسو عواستهم وزي ما تجي تجي) وليس لنا أن نعشم في حياة رغدة (ما دمنا من العامة) . فلو عصاك ابنك لحرمته مصروفه ، وحرمته عطفك ، وغضبت عليه ، فكيف نتوقع أن نعصي الله ثم يدللنا ويغدق علينا النعم اللهم إلا استدراجا ليأخذنا بعده أخذ عزيز مقتدر. انظروا إلى الحرام في بطونكم وهواتفكم ونواياكم وألسنتكم وكسبكم وتصرفاتكم وليحاسب كلا منا نفسه قبل أن يحاسب غيره.
سواء عليكم أخرجتم أم لم تخرجوا فلن يتغير شئ لأن الله تعالى لن يغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا…
The post السودان: مزاهر رمضان تكتب: عبثية الخروج appeared first on الانتباهة أون لاين.