دنقلا – الراي السوداني
شهدت مدينة دنقلا العجوز بالولاية الشمالية فجر الثلاثاء حادثاً أمنياً خطيراً، إثر هجوم مسلح استهدف قسم شرطة “القدار”، وأسفر عن استشهاد الشرطي محمد عثمان إمباش، وإصابة عدد من أفراد القوة الأمنية بإصابات وصفت بالحرجة، يتلقون حالياً العلاج بمستشفى الوفاق القطري في تنقسي.
وبحسب مصادر ميدانية، نُفذ الهجوم في الساعة الواحدة صباحاً بواسطة مجموعة مسلحة تستقل سيارة صالون دون لوحات، أطلقت وابلاً كثيفاً من الرصاص باستخدام سلاح رشاش من نوع “قرنوف”، مما أدى إلى شلّ حركة القسم بالكامل وتعطيل المركبة الرسمية التابعة له.
وفي تطور لافت، انتقل المسلحون إلى محيط فرع البنك الزراعي القريب، حيث أطلقوا النار بشكل عشوائي، مما أجبر الحارس والشرطي المناوب على الفرار، في حين لاذ الجناة بالفرار دون أن تتمكن السلطات حتى الآن من تعقبهم أو تحديد هوياتهم.
الهجوم أثار حالة من الهلع وسط السكان، وأعاد إلى الأذهان تحذيرات سابقة بشأن نشاط خلايا نائمة يُعتقد أنها على صلة بمليشيا الدعم السريع، وسط مخاوف من وجود تواطؤ محلي يسهل تحركات هذه العناصر داخل الولاية.
في أعقاب الحادث، أصدرت المقاومة الشعبية في دنقلا بياناً أدانت فيه الهجوم، وأكدت وقوفها الكامل إلى جانب أسر الشهداء والمصابين، كما دعت إلى اليقظة الشعبية والتنظيم المجتمعي لمواجهة ما وصفته بالتهديدات الأمنية المتزايدة. وطالبت بتفعيل دور المقاومة الشعبية ميدانياً لحماية الأحياء والمؤسسات العامة، معلنة استعدادها للتعاون مع الأهالي لصد أي محاولات فوضى أو اختراقات أمنية.
وتُعد هذه الحادثة مؤشراً خطيراً على تصاعد الانفلات الأمني في بعض مناطق الولاية الشمالية، وسط مطالبات عاجلة من المواطنين والفعاليات المحلية بضرورة اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، تشمل مراجعة الخطط الأمنية، وتعزيز الحماية حول المؤسسات الشرطية والمصرفية، وتفعيل آليات الرقابة المجتمعية، تجنباً لتكرار الحادثة في مناطق أخرى.