كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع في السودان والميليشيات المتحالفة معها اعتمدت على خطوط إمداد عسكرية جديدة تمر عبر عدة دول من بينها ليبيا، كاشفاً قتل ما بين عشرة آلاف إلى 15 ألف شخص في غرب دارفور العام الماضي.
وقدم التقرير إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعدما اعتمد على مصادر استخباراتية قورنت مع تقديرات الأمم المتحدة التي تفيد بأن حوالي 12 ألف شخص قتلوا في جميع أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/ أبريل من العام الماضي.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة بأن الدعم السريع اعتمدت على شبكة مالية معقدة في دعم مجهودها الحربي في السودان بجانب المجتمعات العربية الحليفة، وخطوط الإمداد العسكرية الجديدة التي تمر عبر تشاد وليبيا وجنوب السودان.
واعتمد التقرير على تقارير سابقة كشفت تنفيذ الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها أعمال عنف عرقي في غرب دارفور، وانتهاكات ترقى للتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية، ولكن لم ترد إحصاءات عن أعداد القتلى.
وأشار التقرير إلى أن مقاطع فيديو مصورة أظهرت في يونيو من العام الماضي عملية تصفية والي غرب دارفور خميس أبكر بعد ساعات من اعتقاله لدى قوات الدعم السريع. وينتمي خميس أبكر لقبائل المساليت التي استهدفتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها في ولاية غرب دارفور.
وحسب مراقبي العقوبات في تقريرهم السنوي إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً، فإن الهجمات جرى تخطيطها وتنسيقها وتنفيذها من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها.
كما أبلغ المراقبون عن أعمال عنف جنسية واسعة النطاق مرتبطة بالنزاع ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.
ووفق المراقبين، فإن الشبكات المالية المعقدة التي أنشأتها قوات الدعم السريع قبل وأثناء الحرب مكنتها من الحصول على الأسلحة، ودفع الرواتب، وتمويل الحملات الإعلامية، والضغط، وشراء دعم الجماعات السياسية والمسلحة الأخرى، مضيفين أن قوات الدعم السريع استخدمت عائدات من أعمالها في مجال الذهب قبل الحرب لإنشاء شبكة تضم ما يصل إلى 50 شركة في عديد الصناعات.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أكد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، أن قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، استعانت بمرتزقة من ليبيا وسبع دول أخرى في المحيطين الإقليمي والدولي، آملاً تصنيف قوات الدعم السريع والمجموعات التابعة لها مجموعات إرهابية، وإدانة وشجب كل من يتعاون معهم، لإيقاف ممارساتهم الشنيعة، والمساعدة في عودة الحياة للشعب السوداني واستقراره واستقرار الإقليم.
وأعرب البرهان عن أسفه لتلقي قوات الدعم السريع، التي وصفها بالمجموعات الإرهابية، ما وصفه بالمساندة من بعض دول المحيط الإقليمي والدولي، مما يجعلهم شركاء في المآسي والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب السوداني.
ووجه البرهان لوماً إلى بعض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي قال إنها تتحدث عن مساواة بين الدولة وقوة تمردت عليها، ومارست ما ذكر من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سابقة لم تحدث من قبل.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي كشف تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، توفير عناصر من قوات حفتر الدعم العسكري لقوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في السودان، منبهاً إلى تأثير محدود للغاية للحرب السودانية على الشرق الليبي.
وحسب التقرير الذي يغطي الفترة من 25 نيسان/ أبريل 2022 إلى 17 تموز/ يوليو 2023، فقد جرى إنشاء جسر جوي لنقل العتاد العسكري من مطار بنينا في بنغازي إلى مطار الكفرة، ومن ثم إلى الحدود السودانية، وانطلقت الرحلات الجوية في 16 و17 و18 نيسان/ أبريل.
ويقع مطار الكفرة تحت سيطرة الكتيبة 128 ويعمل في صفوفها عدد كبير من المواطنين السودانيين، حسب التقرير الذي أشار نقل العتاد العسكري براً في الجنوب صوب معبر عين زويت الحدودي، ومنه إلى السودان، حيث تتسلمها عناصر قوات الدعم السريع.
وتلقى فريق الخبراء الأممي تأكيداً بأن أفراداً من قوات حفتر قاموا على أقل تقدير بـتسهيل نقل العتاد العسكري من مطار الكفرة إلى الحدود السودانية باستخدام مقاتلين سودانيين تابعين للكتيبة 128.
ووفقاً للتقرير، فإن بعض عمليات نقل العتاد العسكري إلى السودان لم تجر بأمر مباشر من خليفة حفتر، موضحاً أن تصرف بعض عناصر الكتيبة 128 بشكل مستقل يعتمد على روابط التهريب القائمة بالفعل مع القوات السودانية، ويدلل على أن بعض الوحدات في جنوب ليبيا ليست بحاجة إلى موافقة مسبقة من قادة الجيش لتسيير عمليات التهريب