مقالات

العميد ركن دكتور الطاهر أبوهاجة يكتب .. فهو رد

عالم مابعد ١٥ أبريل،عالم (غير)، وواقع مابعد ١٥ أبريل واقع يجب ماقبله.
(يجب ماقبله) هذه ليست بالمعنى المتبادر للأذهان الذى يتحدث عن الشخص التائب، لكن المقصود هنا التغيير الجذري في مجتمعنا السودانى.
هذه حقيقة لاينكرها الا المصاب بداء الإنكار، ففى علم النفس اختيار الشخص لإنكار الواقع كوسيلة لتجنب الحقيقة غير المريحة نفسيا، وسيلة من وسائل الدفاع النفسي يمكن أن تصنف مرضا؛ لأنه عمل غير عقلاني يجعل الشخص يهرب ويتجنب التحقق من تجربة أو حدث.
إنه رفض الحقيقة حتى وإن كانت بدليل ومنطق.
هنا مربط الفرس!.
وهنا الشاهد.
مارأيت إصرارا على إنكار الواقع كإنكار هؤلاء القوم ، وإبداعا فى البكاء على الأطلال كإبداعهم؛ فهم لايزالون يحلمون بإرجاع عجلة التاريخ للوراء.
ويبكون بكاء يحسدهم عليه امرؤ القيس، وقيس بن الملوح مجنون ليلى!
أن يعودوا !
ذلك رجع بعيد.
هكذا يقول فتية السودان، ويعبر عن ذلك آلاف اليتامي والأرامل والثكال، ومشردو الحرب.
الثورة التى اشعلها شباب وشيب النفرة وفرسان الاستنفار وبواسل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، اوجدت جدلية صراع ادي الي تغييرات حتمية اجتماعيةو سياسية وأنجبت رؤى جديدة.
رؤى لن ترضي بغير التغيير الجذري فى كل الخطوات الوهمية التي(نشلت) ديسمبر نهارا..
هي رؤى تؤسس لصحوة جديدة هيكلية فى نظرتنا لكل الماضي بكياناته.
رؤى فتية احبوا وطنهم وراوا بأم أعينهم خرابا له لم يشهده منذ جدنا بعانخي.
العقول ايقنت أن الحرب النفسية علي القوات المسلحة وشيطنتها كانت أكبر مؤامرة عرفها التاريخ.
والأهم من كل ذلك أدركت أن اي معادلة لا يكون قوامها واساسها القوات المسلحة فهي رد.
نعم رد؛ لأنها تحدث في أمرنا الواقعي المرتبط بهويتنا وارثنا الحقائق مايطمس الحقائق والمنظور.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى