على كل
محمد عبدالقادر
من الخطوط الامامية..الافطار فى الفشقة.. انه الجيش وكفى ..!!
مع (مهابة الكاكي) ووقار قدسيته داخل نفوسنا كنت استدعي كثيرا من (مشاهد الفشقة )على ايام تحريرها بواسطة اشاوس القوات المسلحة واعادتها ( حمرة عين) الى حضن الوطن العزيز..
ظلت المشاهد المحفوظة فى ذاكرتي تستحثني على الوصول لمعانقة الخنادق والبنادق والجلوس وسط الاوفياء من رجال الجيش فى خطوطهم الامامية، لم استطع مقاومة دعوة الاخت الكريمة الصحفية سهير عبدالرحيم وهي تستحث همتي للتحليق معها فى فضاء الهمم وتدعوني للتزود بقيم البسالة والشجاعة المتوافرة بكثرة وسط جنودنا الاشاوس فى الخطوط الامامية بمنطقة الفشقة.
سهير قررت ان نتناول افطارنا الرمضاني يوم الجمعة الماضي وسط جنودنا الاشاوس من منسوبي القوات المسلحة الممسكين على الزناد داخل الخنادق المرابطين فى سبيل الله حماية للارض والعرض، الافطار ضمن مبادرة (فاطرين معاكم) التى تستهدف الشرائح ذات التضحيات المشهودة فى ايام الصيام، لم اتردد مطلقا فى قبول الدعوة حيث ظل الفؤاد معلقا على الدوام بقيادة المنطقة الشرقية العسكرية فى القضارف، الوصول الى هناك حملنا على الاحساس بمتعة السفر برا رغم الصيام وطول ورداءة الطريق، تجاذبنا خلال الرحلة نبل مقصدنا ونحن نحاول ان نرد قليلا من دين القوات المسلحة الباسلة فى اعناقنا جميعا، فقد اختار منسوبوها الخنادق وحمل البنادق فى هجير الشمس التى لا ترحم، تركوا البيت والاهل والولد حتى تنعم بلادنا بالامن والاستقرار ويعيش مواطنها امنا فى سربه مطمئنا فى بيته، يمارس حياته بلا وجل او خوف .
ربما حملنا تنميط الاهداف المرجوة من مثل هذه الزيارات الى الاحساس باننا نزور الخطوط الامامية لرفع معنويات الجيش، ولكن للحقيقة فقد عدنا نحن بمعنويات كبيرة جعلتنا نسترخص حياتنا البائسة بالمقارنة مع نبل مقاصد الجنود ، وانحيازهم للقيم الحقيقية الناظمة لحياة النفوس الكبيرة، فى الخطوط الامامية تتحول الدنيا الى معبر ووسيلة لغايات عظيمة ، ولا تكن هدفا لذاتها، ترتقي الارواح الى مصاف التحليق فى سماحة القيم التى توسم الرجال، تختار منها هنالك ماشئت، الوفاء، البسالة ، التصحية، الامانة ، الشجاعة، كل هذا واكثر متوافر وسط جنودنا الذين اشتروا اخرتهم بدنياهم وربحوا البيع، ومنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
ياله من عز مقيم وسؤدد باق، ومستقبل مشرق لوطننا فى حياض عزته وشجاعة اهله ان كان من يحرسون حدودنا هم اللواء (الكارب) احمد محمد الحسن العماس قائد المنطقة الشرقية والعميد الطاهرسمبو قائد ثاني اللواء والعميد ابراهيم الفاضل قائد منطقة القريشة العملياتية واخوتهم المرابطين فى الحدود، ثلة نابهة ومحترمة من الضباط يجسدون لوحة وطنية باهرة الوعي والحضور فى تفاصيل المشاهد البطولية، وضباط صف وجنود يمتلاون حماسا ويتدفقون شبابا ووطنية وهم يزارون داخل الخنادق ويملاون ساحة القريشه نشاطا موارا بالحيوية والهتاف والمعنويات..
نعم ( فطرنا فى الفشقة) وقد فعلناها ونحن اكثر اقتناعا بان جيشنا ( مسمار النص،) يستحق المهج والارواح لان منسوبيه يمارسون واجبا كبيىرا فى ظروف قاسية .
همة اللواء ركن أحمد محمد الحسن العماس، قائد المنطقة العسكرية الشرقية واركان سلمه وحربه من الضباط تنبئك انك امام منظومة عسكرية تعي ادوارها جيدا، كل شئ هناك فى موضعه عجيب، تستشعر التناغم والانسجام وانت تجالسهم حتى فى الونسة العادية، ممتلئون بحب البلد وواثقون من انتصار الجيش فى اية معركة يخوضها لتحقيق عزة السودان، وجدنا الجيش هناك، بروحه وصدقه ووطنيته وحماسه، وقضينا بين رئاسة القيادة السرقية فى حضرة العماس وجنوده وفى ( القريشة ) بقيادة قائد المنطقة العملياتية العميد المحترم ابراهيم الفاضل واركان حربه وسلمه ساعات انقضت وكانها دقائق حيث كان الهم الوطني يظلل الجميع ويغمر الانفس باشواق متداخلة لان يكون الوطن فى قامة الامنيات العزيزة التى بذلها ابناء الجيش وهم يتداولون امر البلد وهمومها بذكاء لا يدخلهم فى سجال السياسة وعكها المعتاد.
عدنا وفى الخاطر وحشة لمرابع النضال التى تركناها هناك وفى القلب محبة لابطال القوات المسلحة وشكر لجزيل صنيعهم وهم فى مقام الوفاء والوطنية الصادقة، عدنا ونحن اكثر قناعة بان جيش السودان سبظل عصيا على التركيع والترويض والتفكيك، وان ما يقوله الافندية فى اجتماعات المكاتب المكيفة فى الخرطوم وما يتسلل من اجندة تتخلل هتاف الناشطين لن يفت من عضد وعزم الجيش ولن ينال من قوته وتماسكه باعتباره ( مسمار النص) و( حامي الحمى) والضامن لامن واستقرار السودان.
شكرا الزميلة سهير وهي تبدع فى تفصيل المبادرات الاجتماعية الحية التى تخاطب حاجة المجتمع وشرائحه المختلفة ، اختيار الفشقة محطا لبرنامج مبادرة ( فاطرين معاكم) مسعى نبيل ووفاء يستحقه جيشنا البطل واشراقة وطنية وسط ظلام كثيف، شكرا سهير، والتحية لاشاوس المنظقة الشرقية من الضباط وصباط الصف والجنود، والتقدير لزملائنا فى الوفد الاعلامي الاساتذة ( عاصم البلال، بكري المدني، عبدالعظيم صالح، طلال اسماعيل، بدوي، سهير عبدالرحيم، سلمى ميرغني ، ووجدان والمصور الجميل سعيد عباس)..