حوادث واحداث

“الآيس” .. مخِّدر الشيطان خطر يعصف بشباب السودان

–  طبيب: لا يترك الآيس جزءاً في الجسد إلا ويؤثر عليه بالسلب

–  مدير: الآيس غير ملائم في الاستخدامات الطبية وهناك محاذير عند استخدامه طبياً

–  معالج نفسي: وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام هما أكبر مروِّج لمخدر الآيس

–  دراسات أجنبية: إدمان الآيس يفوق الكوكايين بثلاثة أضعاف

–  حقائق صادمة عن مخدر الآيس (مخدر الشيطان)

–  دراسات أجنبية تؤكد أن إدمان الآيس يفوق الكوكايين بثلاثة أضعاف

–  مستخدمو التواصل الاجتماعي يطلقون هاشتاق  (#الحق-ولدك) لمحاربة الآيس

تحقيق: آية من الله

تعاطي وإدمان المخدرات هي آفة تعاني منها المجتمعات وتنعكس سلباً على المدمن وينتج عنها أضرار صحية ونفسية واجتماعية وجسدية ومظهرية مما يؤثر على المدمن ومحيطه والمجتمع ككل، ومن أخطر أنواع هذه المخدرات والذي شهد في الفترة الأخيرة تفشياً لافتاً مخِّدر الآيس المعروف بـ (مخدر الشيطان) ويعتبر -حالياً- من المخدرات الأكثر رواجاً في السودان بعد مخدر (الحشيش الأفغاني) حسب ما ذكر في شبكة العربية نت، وأكدت الدراسات الأجنبية أن إدمان الآيس يفوق الكوكايين بثلاثة أضعاف حيث يحدث الإدمان من أول جرعة وبصورة سريعة .

أصبح الآيس موجوداً في السودان بشكل مرعب وسط الشباب والأطفال مسبباً حالات خوف وهلع كبيرة بين الناس وصلت إلى البيوت والمدارس ففي الأونة الأخيرة وبعد انتشاره الملفت انتشر هاشتاق ( #الحق-ولدك ) تحت شعار (الحق ولدك الحق بنتك في المدرسة أو في الجامعة أو في المكتب أو في السوق ) بوسائل التواصل الاجتماعية ضمن حملة مكثفة للتوعية بمخاطر تعاطي المخدرات خصوصاً مخِّدر الآيس والذى راج تناوله بكثافة وسط الشباب والطلاب، وأدى كذلك تعاطيه إلى وقوع جرائم بشعة كان الجناة فيها تحت تأثيره .

(الصيحة) ولخطورة هذه القضية أجرت تحقيقاً شاملاً تطالعونه في السياق التالي  :

ما هو الآيس

الدكتور ياسين القدال، استشاري الطب النفسي بالسودان وبريطانيا ومدير مركز الخرطوم للطب النفسي، وكبير استشاريي الطب النفسي بمستشفى رويال كير  تحدث لـ (الصيحة) قائلاً: الإدمان هو مرض يصيب الشخص في عقله وسلوكياته عندما يصبح غير قادر على التحكم في استخدام مادة معينة والتي قد تكون محرَّمة قانونياً أو غير مسموح بها، ويصبح الشخص مدمنًا عندما يستمر في استخدام المادة بالرغم من معرفته بالأضرار الوخيمة التي يسببها هذا الاستخدام، يصبح مسلوب الإرادة في البحث عن هذه المادة بشتى الطرق و ينتكس عندما يحاول إيقاف الاستخدام و عليه يكون مرض الإدمان مزمنًا ويؤدي لتغييرات في خلايا المخ لدى ذلك الشخص . يكون الإدمان عادة على المخدرات مثل الآيس أو الكحول أو بعض الأدوية الموصوفة طبيًا.

تحدث كذلك دكتور يس عن العوامل والأسباب التي تدفع الشخص للإدمان قائلاً: هنالك ثلاثة عوامل تسبب الإصابة بمرض الإدمان، وهي عوامل بيولوجية وراثية وعوامل نفسية واجتماعية، العوامل البيولوجية تتكون في عامل الوراثة وطبيعة تكوين الشخص وتأثير المخدر عليه وطبيعة مزاجه وشخصيته أما العوامل النفسية تتكون من ثقة الشخص بنفسه وانخفاض تقديره لنفسه مع ضعف المهارات في التعامل مع ضغوطات الحياة. العوامل الاجتماعية تتكوَّن من ضغوط الشلة والأقران والظروف الأسرية والمدرسية. هنالك عوامل أخرى متداخلة مثل التعرُّض للصدمات النفسية ومشاكل العلاقات العائلية وأحياناً المعاناة من الأمراض النفسي .

ثم واصل حديثه عن فئات المجتمع الأكثر تعاطياً للمخدرات قائلاً: كشفت  تقارير سودانية رسمية لعام  2021م، عن دخول 13 ألف، حالة تعاطي للمخدرات إلى مراكز معالجة الإدمان، ورصدت الإحصاءات أن أعمار المترددين على المراكز تتراوح بين 14 – 24 سنة، وتعتبر أكثرية مدمني مخدر الآيس من الأولاد بينما أثبتت فحوصات طبية تعاطي الفتيات لمخدري الترامدول والبنقو بينما القليل منهن يلجأن لـ (الايس) .

تحدث –أيضاً- الدكتور يس عن مخدر الآيس قائلاً: مخدر الايس أو الشبو أو الكريستال ميث، كلاهما مترادفات لنفس النوع من المخدر، الذي ينتمي إلى فئة منشطات الجهاز العصبي كما تتعدَّد أسمائه في وسط المدمنين وهو ذو تأثير إدماني قوي يسبب العديد من الأضرار النفسية والجسدية ويتكوَّن مخدر الايس من مادة الميثامفيتامين والتي تستخلص من مادة الأمفيتامين وهي أحد منشطات الجهاز العصبي، ويظهر على شكل صخور بلورية صغيرة كريستالية اللون، ويسبب تأثير إدماني قوي وتتمثل مكوناته في بعض المكوِّنات الكيميائية وبعض المواد المعملية السامة، ويتوفر مخدر في شكل حبيبات صغيرة كريستالية اللون أو مسحوق بودرة أبيض اللون ويحدث إدمانه نتيجة تعاطي الجرعات التي تسبب الاعتماد النفسي والجسدي، والرغبة في تناول جرعات أخرى، حيث تعمل المادة الفعالة على زيادة إطلاق الناقلات العصبية في المخ مثل الدوبامين والسيروتونين لزيادة الشعور بالنشاط واليقظة ويتم تعاطيه بعدة طرق وهي: التدخين ويظهر مفعوله على الشخص مباشرة في الحال ويتم تعاطيه -أيضاً- من خلال الحقن الوريدي، وهنا يظهر مفعوله بعد ٢٠ ثانية من الحقن، يتم كذلك تعاطيه عن طريق الاستنشاق وذلك من خلال طحن حبيبات الايس وتحويلها إلى بودرة ويظهر مفعوله بعد دقيقتين، يمكن تعاطيه -أيضاً- عن طريق البلع حيث يلجأ بعض مدمني الآيس إلى تعاطيه من خلال البلع ويظهر مفعوله بعد عشرين دقيقة، وفي كل هذه الطرق يصل أخطر تركيز له في الدم بعد ساعتين و يبقي في جسم المستخدم لمدة ١٢ ساعة .

أضرار وخيمة

تحدث –أيضاً- الدكتور يس عن الأضرار التي يسببها تعاطي مخدر الايس قائلاً: تتمثل الأضرار النفسية لمخدر الايس في الاكتئاب والهلاوس (السمعية والبصرية)، اعتقاد المدمن أن الناس سوف يضرونه أو يحاولوا قتله أو يتكلموا عنه بسوء حتى الأقربين له وذلك ما يسمى بـ (البارانويا)، القلق والتوتر، نوبات الهياج والعنف التي تؤدي لإيذاء الذات أو الآخرين، التقلبات المزاجية، السلوكيات العدوانية الإجرامية، الاكتئاب الحاد الذي قد يؤدي للانتحار، الشعور باليأس والحزن، ضعف الشهية و الإعياء، الأرق الشديد وعدم النوم لثلاثة أيام، متتالية تليها حالة من الإرهاق الجسدي وآلام العضلات والفكين مع عدم وجود حافز مثل الذهاب للدراسة أو العمل .

وواصل حديثه عن الأضرار الجسدية قائلاً: لا يترك الايس جزء في الجسد إلا ويؤثر عليه بالسلب، ومن هذه الأضرار تأثيره على المخ حيث يتسبب في زيادة إطلاق السيروتونين في المخ، وهو المسؤول عن الشعور بالنشوة والسعادة، ونتيجة ذلك يسبب التعاطي المفرط  للمخدر ويتسبب –أيضاً- في موت خلايا المخ والسكتات الدماغية والنزيف في المخ .

وله تأثير –أيضاً- على القلب والكلى والكبد حيث يتسبب تعاطيه في سرعة نبضات القلب والذبحة الصدرية، فشل وظائف الكلى، تليف الكبد والفيروسات الكبدية والتهاب الكبد الوبائي ويؤثر كذلك على سرعة الجهاز التنفسي ويؤدي إلى تهتك الرئتين .

وله أضرار أخرى على الوجه حيث يؤدي ىتعاطيه إلى: شحوب الوجه، سوء المظهر، حرق الشفاه، ندبات وتقرحات في الوجه، هالات سوداء حول العين، جفاف الفم .

هل هناك علاج

تطرَّق -أيضاً- الدكتور يس في حديثه إلى علاج إدمان الآيس منبهاً إلى عدم محاولة علاج المدمن في المنزل قائلاً: تحاول بعض العائلات إلى علاج ابنها أو ابنتها من مخدر الآيس في المنزل والتخلص من أعراضه الانسحابية  دون التوجه إلى مركز علاج الإدمان، ولكن لا يفضل الكثير من الأطباء علاج مخدر الآيس في المنزل، لعدة أسباب، حيث لا يمكن للأسرة التعامل مع سلوكيات وشكل مدمن الآيس خلال مرحلة الأعراض الانسحابية وكذلك لاقتراب المدمن من البيئة التي كان يتعاطى فيها المخدر ولسوء الحالة الصحية للمدمن خلال علاج الإدمان في المنزل وعدم تأهيل المنزل بالطاقم الطبي والعلاجي الذي يقوم برعاية مدمن الآيس على مدار الساعة.

تناول الدكتور يس، في حديثه كيفية علاج مدمن مخدر الآيس قائلاً :علاج إدمان الايس يتم وفق برنامج علاجي فعَّال، يخضع للإشراف الطبي، ومن فريق يتكون من الأطباء المتخصصين في التخلص من الإدمان والوصول إلى التعافي وتشمل الخطة العلاجية لمخدر الايس: توقيع الكشف الطبي على المدمن، ومعرفة حالته الصحية، ونسبة المخدر في الجسم، من خلال إجراء التحاليل والفحوصات، سحب السموم من الجسم والتي تخضع للإشراف الطبي، بعد وصف بروتوكول دوائي يستهدف التخلص من الأعراض الإنسحابية بدون آلم، ومتابعة الحالة الصحية للمريض، التأهيل النفسي والسلوكي، من خلال التعرف على العوامل النفسية التي أدت إلى تعاطي المخدر، وكيفية التعامل مع الضغوطات والمشاكل دون اللجوء إلى إدمان المخدر، المتابعة الخارجية من خلال فريق الدعم والتواصل مع الفريق العلاجي، والمشاركة في الجوانب الاجتماعية والحياتية، للانخراط في المجتمع بشكل فعَّال وإيجابي، وتجنب مخاطر الانتكاسة .

مناشدة

اختتم دكتور يس حديثة لـ(الصيحة) قائلاً : مخدر الآيس أو الشبو من أكثر المخدرات المنتشرة في السودان في الآونة الأخيرة، والتي تسبب تأثير إدماني قوي، وتدمير الجهاز العصبي، لذلك يناشد الدكتور يس مدمني الآيس بالتوقف عن التعاطي، واللجوء إلى مستشفيات الطب النفسي أو المراكز المتخصصة في علاج الإدمان والتواصل معهم لأنه ليس بإمكان المتعاطي أن يأخذ الخطوة الأولى بمفرده .

وأضاف –أيضاً- إن لعلاج هذا الوباء الذي انتشر في معظم مدن السودان لابد من تضافر الجهود من قبل الجهات الحكومية المعنية بالصحة والتعليم وحماية التهريب والتصنيع والإعلام والمالية والشؤون الدينية والاجتماعية والأسرة والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني و الجمعيات والمراكز الخيرية بالتنسيق مع برامج منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للوقاية من المخدرات و الجريمة وكذلك المنظمات الإقليمية الداعمة .

محاذير طبية

رشا حسن إبراهيم، رئيسة قسم المخدرات وزارة الصحة – ولاية الخرطوم، تحدثت إلينا عن مخدر الآيس قائلة: مخدر الآيس هو منشط من مجموعة الأمفيتامين و الفينيثيلامين من مجموعة العقاقير ذات التأثير العقلي، ويوصف الكريستال ميث بأنه من أقوى أنواع المخدرات التي ظهرت حيث أنه نوع أنقى من الميثامفيتامين أو ديوكسي افدرين شكله أبيض شفاف مثل حبات الكريستال، وتكمن  خطورة الآيس أنه يحدث الإدمان من أول جرعة وهذا لايحدث في أي نوع من أنواع المخدرات حتى الكوكايين ويؤدي تعاطيه إلى ظهور عدة أعراض نفسية منها اضطرابات النوم، السلوك عنيف، الهلوسة، الارتباك واللامبالاة والإرهاق وفرط الحركة، الاكتئاب والذهان كما يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل: فقدان الشهية، زيادة معدَّل ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم،ارتفاع درجة حرارة الجسم ،الغثيان والتشنجات  تلف الكبد والكليتان والرئتان، تدمير أنسجة الأنف في حالة استنشاقه وانتقال الأمراض المعدية مثل الفيروس الكبدي الوبائي (فيرس C) وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وتكوين الخراريج، عند حقنه، فقدان الوزن وتدمير الأسنان .

تحدثت أستاذة رشا عن دخول مخدر الآيس في الاستخدامات الطبية قائلة: لمخدر الآيس آثار جانبية سلبية وتشمل التوتر وعدم القدرة على إصدار الأحكام وصعوبة التحكم في السلوك العدواني مما يجعله غير ملائم عند الاستخدامات الطبية وهناك محاذير عند استخدامه طبياً  ويمكن الكشف عن الكريستال ميث في الدم عندما يصل تركيزه إلى 22 مجم، ويستمر بقاءه في الدم لفترة تصل إلى يومين بعد تدخينه .

شائعات

تحدثت كذلك أستاذة رشا عن الشائعات المتداولة -حالياً- حول وجود المخدر في المنتجات الغذائية وحلويات الأطفال قائلة : الشائعات تظل شائعات لا يجب أن ننقاد خلفها ما لم تثبت صحتها وعلى المواطنين الحرص والحذر وفي حالة الشك بأي نوع من أنواع الطعام عليهم الذهاب للمواصفات والمقاييس لفحص المادة حتى يطمئنوا وحتى تتمكن السلطات من معرفة مصدر هذه المواد إذا ثبت أنها مخدرات .

اختتمت أستاذة كلامها بالحديث عن دوافع تعاطي المخدرات في المجتمع وطرق الوقاية منها قائلة: هناك دوافع كثيرة تدفع الإنسان إلى تعاطي المخدرات وهي: الجهل بأخطار استعمال المخدر، ضعف الوازع الديني، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة، التفكك الأسري، الفقر والجهل والأمية، الثراء الفاحش والتبذير دون حساب، انشغال الوالدين عن الأبناء، وعدم وجود الرقابة والتوجيه، عدم وجود الحوار بين أفراد العائلة، مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء، البطالة والفراغ . أما طرق الوقاية من المخدرات في المجتمع فتتمثل في: التواصل والتحدث مع الشباب حول أخطار تعاطي المخدرات وإساءة استعمالها، الاستماع الجيِّد للشباب عند ضغط أصدقائهم عليهم للاستخدام الخاطئ للمخدرات، ودعم جهودهم لمقاومة ذلك، القدوة الحسنة  فيجب على الآباء والأمهات أن يتجنبوا إدمان المخدرات والكحول ليكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، حيث إن الأطفال من الآباء والأمهات الذين يتعاطون المخدرات معرضون بشكل أكبر لخطر الإدمان، تقوية العلاقة الأسرية فالعلاقة القوية المستقرة بين الآباء وبين أبناءهم تقلل من أخطار استخدام الأبناء للمخدرات.

مراحل الإدمان

الدكتور إبراهيم الترابي، طبيب ومعالج نفسي وعلاج الإدمان، تحدث لـ (الصيحة) قائلاً: لا توجد مدة زمنية محددة يحدث فيها الإدمان ولكن تعتبر فترة المراهقة والمرحلة الشبابية هي المراحل التي يكثر فيها استخدام المخدرات عند الأفراد وذلك باعتبارها أكثر المراحل التي تحدث فيها الاضطرابات والمشاكل عند الأفراد سواء كانت أُسرية أو اقتصادية أو مادية أو اجتماعية أو أكاديمية، وينتج الإدمان عن الاستخدام المتكرر للكحول والمواد المخدرة على الدماغ مما يؤدي إلى تغيُّرات تشريحية ووظيفية تؤثر على عمل المخ ويبدأ بمرحلة التجربة وتكون عن طريق التكرار والتقليد سواءً أكان لأولياء الأمور أو المسلسلات أو الأفلام، بعد ذلك تأتي مرحلة التعاطي وصولاً إلى مرحلة الإدمان .

تحدث –أيضاً- الدكتور إبراهيم عن مخدر الآيس قائلاً: مخدر الآيس أو مخدر (الشيطان) تم اكتشافه مبكِّراً في عام 1893 والمادة الأساسية في تركيبه هي الميثافيتامين وتم تطويره وابتكاره بصورة أوسع في عام 1919 كمادة طبية، ابتكره اليابانيون في الحرب العالمية الثانية لإبقاء الجنود في حالة يقظة، خصوصاً الطيارين الذين يحلقون لساعات طويلة ثم منع إستخدامه في الخمسينيات وذلك لاكتشافهم أن الطيارين يقومون بالانتحار بعد مدة من تعاطيه، ظهر مرة آُخرى في أمريكا عام 1975 وظهر بصورة وحشية في بداية الألفينات وتم منعه أيضاً، دخل إلى السودان حديثاً وانتشر بصورة كبيرة .

الدوافع والوقاية

واصل دكتور إبراهيم حديثه عن أضرار مخدر الآيس قائلاً: من أخطر الأضرار الاجتماعية والنفسية لمخدر الآيس والمخدرات عموماً سلب  القيمة الإنسانية لمتعاطيها وتحقير الفرد في وسطه الاجتماعي وجعله غير قادر على قيادة وإدارة حياته الأسرية أو الأكاديمية وانهيار علاقته مع أسرته وأصدقائه وانتشار التوتر العصبي وسوء السلوك المزمن ونشوء الخلافات الأُسرية ووضع الأسرة دائماً في مأزق كثيرة مما يؤدي الى تدمير الأسرة، وكذلك وصول المدمن إلى درجات كبيرة من الانحراف والرذيلة ويبدأ بممارسة صفات الكذب والإهمال وانتشار العادات السيئة في المجتمع وخرق القوانين المجتمعية والأعراف ومن أخطر ما وصل إليه المجتمع من انتشار لمخدر الآيس تفشي الجرائم البشعة والتي شهدتها البلاد وتناقلتها عبر شبكات التواصل وكذلك كثرة الحوادث المرورية حيث أن متعاطي الآيس يكون شبه فاقداً للوعي، ومن المخاطر النفسية –أيضاً- حدوث خلل في إدارك الزمن والمسافات والأحجام وعدم إدراكه للواقع ما يؤدي إلى حدوث الأوهام وصعوبة وبطء التفكير وعدم القدرة على الاستمرارية في كل شئ .

لخص –أيضاً- دكتور إبراهيم بعض الدوافع التي تدفع الفرد لتناول المخدر قائلاً: الفضول، الانسياب مع الأصدقاء ورفقاء السوء، حباً في الإحساس الذي يحدثه المخدر، الحصول على الطاقة الزائدة لأداء بعض المهام، التغلب على المشاعر السلبية والهروب من الواقع . وواصل حديثه عن طرق انتشار المخدرات قائلاً: من أكثر الطرق التي تساعد في انتشار المخدرات هي شبكات التواصل والمسلسلات والأفلام والتناول السلبي للمخدرات في وسائل الإعلام والبرامج غير الهادفة والموجهة لتعاطي المخدرات، الانتشار والتداول المجتمعي السلبي والترغيب الشفهي،التناول غير المنهجي في الجامعات والمدارس لقضية الإدمان فيجب أن يتحدث عن القضية مختصون حتى لا تنتشر المفاهيم الخاطئة لدى الأفراد .

أساليب علمية سليمة

اختتم الدكتور إبراهيم حديثه موضحاً أساليب الوقاية من المخدرات: الوقائة هي منع وقوع حدث وتتلخض أساليب الوقاية من المخدرات في 3 مراحل هي: مراحل وقائية من الدرجة الأولى وهي الوقاية قبل التعاطي وتدخل فيها 3 إجراءات وهي تحديد الجماعات المستهدف أو الهشة، وجود تاريخ إدماني في الأسرة وانعدام الحافر، استخدام الأساليب التربوية غير المباشرة في المناهج التعليمية، الإعلان المبكِّر للحالات الإكلينيكية. وقاية من الدرجة الثانية وهي التدخل العلاجي المبكِّر وقد أثبتت الدراسات أن الذين يتوقفون عن التعاطي في مرحلة مبكِّرة تصل نسبتهم إلى 75% تقريباً . أما المرحلة الثالثة وهي مرحل التدخل العلاجي المتأخر وهي مرحلة الوصول للإدمان وهنا يكون التدخل لوقف مزيد من التدهور المحتمل سواءً أكان نفسي أو جسدي، وجهود التوعية يجب أن تكون من وسائل الإعلام عن طريق معلومات علمية متخصصة بإحصائيات وأرقام صحيحة وحجج مقنعة وأن تكون شاملة لجميع فئات المجتمع . إقامة الندوات الشبابية وتعتبر من أكثر الطرق الفعالة للوقاية، حيث تشير الكثير من التقارير والبحوث إلى أن نسبة نجاح الندوات في التوعية كبيرة جداً وفعالة خصوصاً في المجتمعات الشبابية والتي ينتشر فيها الإدمان بصورة أكبر، وأخيراً من أفضل أنواع الوقاية هي الأسرة ودورها في الاكتشاف المبكِّر .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى