وبالأمس استبسل شرطي وضحى بحياته لاجل حماية فتاة ضعيفة حاول متفلت من عتاة المجرمين نهبها في الصباح وعلى عينك ياتاجر، وسدد لها طعنة من سكين كان يحملها مسببا لها الاذى ورغم ان الفتاة احتمت بالشرطي الا ان قوة عين المجرم جعلته يشهر سكينه بغلظة محاولا قتل الفتاة او اصابة الشرطي فما كان من الشرطي الا ان اطلق عليه النار ليحافظ على روحين وهي روحه وروح الفتاة التي استنجدت به وماكان منه الا ان تعامل برجولة موفرا لها الحماية، ثم يأتي شخص بعقلية حمارية يطالب بالقصاص فعن اي قصاص تتحدثون ياهؤلاء في ظل عصابات لاتعرف قلوبهم الرحمة قاسين وحاقدين ويسعون في الارض فسادا عن اي قصاص يتحدث الجهلاء والمعاقون ذهنيا في ظل الظروف والسيولة التي تمر بها البلاد والشريعة أمرتنا بحماية انفسنا وجعلت من حماية النفس والمال والدين والعرض حقا مشروعا يبيح القتل، رجاء لا تقلتوا المروءة فينا او في منسوبي الشرطة او اي جهة نظامية اخرى فقد اصبحوا هم خط دفاعنا الذي لا خط قبله او بعده، نطالب السادة رئيس مجلس السيادة ووزير الداخلية ووالي الخرطوم بان تصدر تشريعات تكفل حق الدفاع عن النفس وتبرئ اي شخص يرتكب جريمة قتل دفاعا عن نفسه وفي مكانه او منزله، من المفارقات الغريبة والعجيبة ان المواطن اذا قتل لصا مسلحا اعتدى عليه داخل منزله يحاكم بالاعدام واذا قتله اللص داخل منزله وهرب يكون حرا طليقا ما لم تتوفر بينات كافية لادانته وقد يحاكم بالدية في النهاية رغم البينات، هذا الوضع السالب كله سببه القانون الضعيف والمعاق والذي وضعه اشخاص لم يراعوا فيه الجوانب الدينية ومقاصد الشريعة الاسلامية ولم يراعوا فيه تطور انماط الجريمة ولم يجعلوا منه قانونا مرنا قادرا على استيعاب المتغيرات المكانية والزمانية وذا عقوبات ضعيفة وغير رادعة .
ثم ان الشرطة تظلم منسوبيها وتلقي بهم في السجون في مثل هذه الحالات التي تتطلب وقفة حقيقية من الشرطة لاظهار القوة، فلولا ضعف الشرطة لما تجرأ لص ومجرم على اشهار سلاح في وجه شرطي ولولا ضعف الشرطة وقلة حيلتها لم تجرأت عصابة مخدرات على تنفيذ هجوم مسلح استهدف عربة دفار يتبع للشرطة ولما تجرأوا على تصفية شرطي ولم تجرأ آخرون على اقتحام قسم مكافحة التهريب ببورتسودان ولما تجرأ غيرهم على اقتحام قسم الاوسط بورتسودان ولما تجرأ تجار الايس على اصابة شرطيين بنهر النيل وكل هذه الاعتداءات وغيرها التي طالت الشرطة سببها الرئيسي ضعف الشرطة وعدم توفيرها الحماية اللازمة لمنسوبيها اثناء تأدية واجبهم لذلك تجد السلاح في ايديهم ولكن لا يتجرأون على استخدامه لخوفهم من عواقب استخدامه ثم يسقطون ضحايا جراء ذلك .
أعيب كثيرا على الشرطة واطالب بفتح ملف تقصي حقائق حول الاسباب التي قادت لحبس الشرطي القتيل المساعد يحيى بسجن الهدى مع العلم التام ان الشرطة مثل القوات المسلحة لها سجن خاص بمنسوبيها في الاحتياطي المركزي او مركز التدريب او حتى بمباني شرطة الولايات فما السبب الذي جعلها تحتفظ بفرد يتبع لها في سجن الهدى وما السبب الذي قاد لوضعه منفردا في مقصورة النساء بالدفار حتى اصبح صيدا سهلا لافراد العصابة، الامر ليس بهذه العفوية واني أشتم رائحة تخطيط وتدبير وأطالب السيد وزير الداخلية لفتح تحقيق حول هذه الملابسات التي أوردناها في مقالنا هذا وسنعود بصيد ثمين في ذات الصدد الأيام القادمة .
قال الشاعر:
لقد اسمعت لو ناديت حياً*** ولكن لا حياة( ولا حياء) لمن تنادي..
كان الله في عوننا وعون بلادنا من الرويبضة!!!