منوعات

بين الرفض والقبول.. رقيص العروس.. كاميرات الهواتف تتربَّص

عادة سودانية قديمة

تعد ظاهرة رقيص العروس من العادات والتقاليد  المجتمعية السودانية ومازالت تشكِّل ثراث الجماعة  المنقول من جيل إلى  آخر.. ولكن في الأوانة  الأخيرة انتشرت بصورة غير متوقعة، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بها وساهمت في انتشارها بطريقة عكسية ساهمت في إزكاء روح الفتن وأدت  إلى العديد من الإشكالات المجتمعية وطريقة نشر  الفيديوهات لتلك العادة أصبحت بمثابة تربص من كاميرا الهاتف الجوال. “الحوش الوسيع”  فتحت الباب  مجدداً من خلال  آراء المجتمع وتقبلهم لرقيص العروس بين القبول والرفض.

عادة كوشية

وأشارت الحبوبة الزهور عبد الرحمن، أن رقيص العروس في الأصل عادة كوشية من حضارتنا السودانية القديمة كانوا في السابق يسمونها رقصة “إله الخصوبة”، مبيِّنة أن يوم المناسبة العروس بتكون” لابسة فستان أحمر قصير مع الحجل والزمام و الحِناء  لتبيِّن مفاتن جمالها، ويكون الرقص على أغاني “الدلوكة”، مشيرة  إلى الزمن كان بخير ومعافى وأن  الرقيص يشمل جميع الناس ولكن في الزمن  الحاضر أصبح مهدِّداً بسبب التكنولوجيا.

التعليم عن طريق لايف

وترى نجوى صالح أن ارتباط الرقيص في الزمان القديم عن طريق خبيرة متخصصة في الرقص  والذهاب إلى بيت العروس وتعليمها ولكن مع التطوُّر الإلكتروني أصبح التعليم عبر إجراء لايف على موقع التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) أو (الواتساب) وتدرب البنات على الرقص عبر تكرار عدد من الحركات.

صالات رقص

ومن جانبها  أوضحت  مشاعر  محمد،  في حديثها لـ(الحوش الوسيع)  بوجود  صالات متخصصة للرقص ليس لـ(العروسات) فقط وإنما للفتيات أيضاً الراغبات في الرقص مبيِّنة أن الأمر أصبح برنامجاً ترفيهياً الغرض منه التكسب المادي، وتشير فاطمة  بأن رقيص العروس عادة أخذت نصيبها من التداول والنقاش والكثير من الوقت وحسب حديثها للصحيفة أن  المجتمع السوداني اختلف مما كان عليه فأصبحت  النفوس ضعيفة ومليئة بالعين والحسد، ومشيرة إلى  أنها “لم  ترقص في زواجها وترفض رقص بناتها” ويرى محمد أحمد، أن الرقيص يشكِّل خطراً  كبيراً  على العروس وغيرها من البنات اللائي يبحثن عن التعليم، حيث يقدمن أنفسهمن لقمة للعين والحاسدين  وأصحاب النفوس الضعيفة، موضحاً في حديثه أن  إصابة  العين يمكنها أن تفسد سعادة الزوجين في حياتهم القادمة والنماذج كثيرة على ذلك.

اختلاف المجتمع

وترى أميرة صالح أن رقيص العروس من العادات التي أصبحت تنهش في جسد المجتمع السوداني   حيث أن المجتمع  في تركيبته اختلف في الكثير من العادات الموروثة حيث كان الزمن  بخيره، موضحة في حديثها للصحيفة “إن المجتمع في سابق الزمان   حينما يرى إمرأة غريبة غير مستورة يقوم بتغطيتها  لأنه يعتبرها عرضه الذي يجب حمايته وكان هنالك   احترام للغير بصورة ما عادية ولكن حالياً أصبحت  النفوس هشة وضعفها يكمن في الوازع الديني.

مقدرة مالية

وأشارت سهير الفاتح إلى أن الرقص من العادات  الجميلة والتي أصبحت منتشرة في الأوانة الأخيرة  ومبيِّنة في حديثها لـ(الحوش الوسيع) أن وجود صرف   بزخي نتيجة لعرض العروس عدداً من الفستانين  وارتفاع التكاليف المالية، ومن جهتها ترى سناء    محمد (ربة منزل) رفضها للعادة نسبة إلى اتجاه  رقص العروس للدخول في محارم الناس وعدم السترة في اللبس، ويرى الشيخ إبراهيم  محمد أن الرقيص  عادة مخالفة للشرع لأنه فيه إظهار مفاتن ومحاسن المرأة ولا يجوز الرقص أمام الملأ أو أمام الناس   وفي المسرح مما يتسبب في إثارة الفتنة للرجال،  موضحاً في حديثه لـ(الحوش الوسيع) وجود أدلة كثيرة  تحذر، وأن  النبي “صلى الله عليه وسلم” حذَّر المرأة  من إظهار الزينة، بقوله تعالى: (وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ).

تحقيق: سارة حامد – صحيفة الصيحة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى