(1)
دخلت قبل قليل احد المقاهي في منطقة فيصل الطوابق… طلبت كباية شاي مظبوط..
في أقل من دقيقتين الجرسون أتي بالشاي..
الأمر حتي الآن عادي…
قبل ما اشرب الشاي تحسست جيبي فوجدته خالي من اي مبالغ مالية.. لأنني تركتها في الشنطة التي كنت أحملها والتي وضعتها في المنزل..
أصبت بالإحباط والحرج ودارت في مخيلتي عدة أسئلة ماذا أفعل؟
هل اترك له التلفون كأمانة لحين إحضار الفلوس!؟
وهل سيصدقني بانني فعلا نسيت الفلوس!؟
والعديد من الأسئلة دارت في مخيلتي وسرحت بخيالي بعيد…
ندهت على الجرسون وقلت له : معليش لقد نسيت الفلوس في البيت!!
كنت متوقع ردة فعل عنيفة وتوبيخ ويعتبرني مستهبل وهيأت نفسي لكل ماهو يمكن أن يحدث!!
بكل هدوء ودون تفكير وبسرعة رد الجرسون بقوله:
مافيش مشكلة يا عمي..!
وقعت تلك الجملة عليا كالصاعقة تمنيت أن يضربني او ينده لي الشرطة..
هذا الجرسون العامل البسيط الذي قد لا تتعدي يوميته الخمسون جنيها او تزيد ان يتقبل هذا الاعتذار الذي بدر مني؟؟.
نعم هذه أصالة الشعب المصري وكرمه…
زاد احترامي وتقديري للشعب المصري.
(2)
ام عبدو..
خياطة تسكن بجواري
كل دقيقة والاخري تتصل على زوجتي لتنزل إليها تحت في الدكان التي تستأجره لتتبادل معها الحديث وإخراج زوجتي من الحيطان..
ام عبده التي تنحدر من سوهاج..
كلما أمر بجوار متجرها تصر على لشرب كباية شاي معها..
تسأل عن الأسرة صباح ومساء
تندهلك للإفطار وتناول الشاي معها
بنتها وابنها يجلسون معها واصبحوا أصدقاء للعائلة..
ام عبدو فاجاتنا امس بأن قامت بإحضار لاسرتي فراخ ومحشي بشوربة الحمام.. وهي تعتذر عن تلك الوجبة المتواضعة لنا…
فهي خياطة تعمل رزق اليوم باليوم..
ألم اقل لكم انه الشعب المصري!؟
فهل كلمة شكرا مصر تكفي هذا الشعب الجميل!؟
السماني عوض الله