مقالات

عبد الله مسار يكتب: أزمة الحكم في السودان (6)

(الآن)

كتبنا أنّ أزمة الحكم في السودان عبر تاريخ السودان من الاستعمار وطيلة الحكم الوطني في خمسة مقالات.

الآن نكتب عن أزمة الحكم اليوم وتتلخّص في الآتي:

1/ الحرية والتغيير (المركزي) تصر أنها هي الوحيدة التي يجب أن تحكم في الفترة الانتقالية وتعزل كل القوى السياسية والمجتمعية الأخرى بما في ذلك قوى الكفاح المسلح والمُعتصمين في ميدان اعتصام القيادة، وهي تصر على ذلك، وهي تريد أن تحكم لوحدها لتغيير كل الواقع في السودان، (مسودة دستور نقابة المحامين)، بما في ذلك القيم والأخلاق والسياسة الخارجية وتخرج الدين عن الحياة العامة، وتصفي السودان باسم التفكيك  من الكل لصالح المشروع العلماني، مع إخراج حتى الحزب الشيوعي لتؤسس لها قاعدة جماهيرية، وتصفي التيار الإسلامي خصمها اللدود لتتمكّن من كسب الانتخابات في المرحلة القادمة، وفي الوصول لذلك تصر إبعاد كل سياسي مُختلف معها.

ولتحقق ذلك يُساعدها بعض من المجتمع الدولي وبصفة خاصّة (الدول الغربية والإمارات المتحدة) بما في ذلك البعثة الأممية (فولكر). وهي مستفيدة من المظاهرات التي تخرج، رغم أنهم ليسوا هم من في الشارع   وكذلك الاضطرابات والاضرابات، رغم أنّ الموجودين في الشارع هم شباب مستقلون والحزب الشيوعي، ولذلك الحرية والتغيير المركزي (اربعة طويلة) تصر بالانفراد بالحكم دون غيرها ولا توافق أبداً على وفاق وطني يجمع كل أهل السُّودان.

2/ المكون العسكري، هو ليس على قلب رجل واحد وهو يتحدث عن الإجماع والوفاق، ولكن لا يستطيع تحقيق ذلك لأنه ليس لديه آليات لذلك  ولا يتخذوا من القرارات التي توصل الى الوفاق الوطني لعدم اتفاقهم، وينقسمون على التجمُّعات السياسيّة، هذا مع التجمُّع السياسي الفلاني، والآخر مع العلاني، وأيضاً هنالك الضغط الأجنبي عليهم، وفوق ذلك كرت فض الاعتصام.

3/ القوى السياسية والمجتمعية  الأخرى  متفقة، يجب الوصول الى الوفاق  الوطني، ولكن ليست لديها وسائل الضغط الكافية للوصول لذلك، بما في ذلك الخروج للشارع.

4/ قوى التوافق الوطني وهي مكونة من قوى الكفاح المسلح وآخرين، وهذه موافقة على الوفاق الوطني وإشراك الجميع  وعدم العزل وعدم وصول الحرية  والتغيير المركزي للسلطة منفردةً، خوفاً على اتفاقية جوبا وفقدها للمزايا التي حصلت عليها عبر هذه الاتفاقية.

5/ التيار الإسلامي  والجماعات الإسلامية المتحالفة معه،  وهذه تؤيد المكون العسكري حتى لا تصل الحرية والتغيير المركزي والقوى اليسارية والعلمانية للسلطة مُنفردةً حتى لا تنتقم منهم  انتقاماً سياسياً عبر السلطة  دون أحكام قضائية.

6/ القوى السياسية الوطنية الأخرى ترغب في الإجماع الوطني والوفاق الوطني خوفاً من مآلات هذا الصراع، وخاصةً صراع اليمين واليسار، وكذلك ترفض التدخل الأجنبي لأثره السيئ على الوطن، ولذلك تصر على الوفاق  الوطني وهذه القوى السياسية هي التقليدية والأهلية والمجتمعية.

7/ الشعب السوداني منقسمٌ حول هذه المجموعات والأغلبية منه تقف مع الوفاق الوطني لاستقرار الوطن أمنياً، وتوفير معيشة وظروف حياة سهلة

واستقرار للدولة والوطن ومرور فترة انتقالية هادئة حتى الوصول إلى  انتخابات.

8/ قوى أجنبية تريد أن تسيطر على السودان أو تفككه وهي تدعم بعضاً من قوى سياسية تحقق لهذه القوى الأجنبية أغراضها ومصالحها ومشاريعها، بغض النظر عن مصلحة السودان.

هذا هو المشهد السياسي الآن في السودان أي (الحالة في السودان).

ما هي مآلات هذا الوضع؟ ننظر في ذلك في المقال القادم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى