مقالات

ياسر الفادني يكتب.. فيكَ الخِصامُ وأنتَ الخصمُ والحَكَمُ !

فيكَ الخِصامُ وأنتَ الخصمُ والحَكَمُ !

أجد نفسي في غاية الأسف الشديد أن نكون في ظل دولة وحكومة القي الله عليها أمر الشعب الأبي ويصدر قرار بفصل أكثر من ثلاثمائة ضابطا من الخدمة بالشرطة السودانية ، معظمهم ضباط عظام بخطاب لا يعرف من كتبه حتي الآن!! ، لأول مرة في تاريخ السودان تحدث هذه المجزرة الفصلية في تاريخ الشرطة السودانية ، أمر ضحك له القاضي وضحكنا له نحن إستهزاءا، أيعقل هذا ؟ أيعقل أن يحدث هذا في ظل دولة من كان يحكمها يدعي زورا وكذبا أنه يتسم بالعدل والسلام والحرية !!

الضباط الذين فصلوا و أصدر القاضي قرارا بإرجاعهم للخدمة هم كفاءات أعرف عددا كثيرا منهم فيهم من تمرس في العمل الجنائي وفيهم من إكتسب خبرة في العمل الإداري وفيهم من تميز بإدارة العمل المنعي بدراية للجريمة قبل وقوعها وفيهم من نال دراسات عليا حتي وصل لدرجة الأستاذية فصلوا بجرة قلم لا ندر من كتبها في زمن يوصف بأنه قد قبع في مستنقع هذا زمانك يامهازل فامرحي….. زمن الغاب وزمن الظلم والظلم ظلمات ولعل هذا الظلم إنقلب علي من دبر وعلي من نفذ أين هم الآن السياسيون منهم أزيحوا بخطاب من رأس الدولة والذين سعوا ونفذوا ذلك أعفوا بقرار من رأس الدولة أيضا الأن هم في خبر كان لا محل لهم من الإعراب السياسي ولا الشرطي !

الفريق أول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر وزير الداخلية المكلف ومدير عام الشرطة رجل نعرفه جيدا تاريخه ناصع البياض وقد سبقت سيرته العطرة قبل أن يتقلد هذا المنصب الرفيع ، بمجرد أن أصدر القاضي أمره بإرجاع هؤلاء الضباط كنت أتوقع أن يرحب بهم ويفتح لهم الباب الشرطي علي مصرعيه لأنهم سوف يكونوا إضافة له لا خصما لكن لم يحدث ذلك ، حتي المكتب الصحفي للشرطة في مرصده اليومي لم يسجل هذا القرار كخبر فقط مستقل دون تحيز ، ماحدث يجعل الأمر في شكل من الحيرة ، بلاشك أن الشرطة الآن تحتاج وبشدة لهؤلاء الكوادر التي نبحت فيها كلاب السلطة السابقة وطردتهم بقرار دبر في ليل بهيم ولجة ظلم حالكة السواد

ما أعجبني والله هي الروح السامية والاخلاق الرفيعة التي تحلوا بها هؤلاء الضباط والتي عكست أنهم يكنون كل الإحترام للمؤسسة التي تربوا فيها من لدن هم ضباط صغار حتي وصلوا رتب عليا مختلفة ولولا الظلم المر الذي شعروا به واحسست به أنا حتي أصابت الغصة حلق كتابتي ، هؤلاء ما كانوا يريدون أن يكون خصماء للأم التي أرضعتهم الاخلاص والأمانة والتجرد ونكران الذات لكنهم أجبروا علي ذلك ، هؤلاء ما يميزهم أنهم تحلوا بالإنضباط و إحترام الكاكي الذي لبسوه أكثر من ملابسهم الاخري ويفتخرون بذلك !

الظلم مهما كان شكله مرفوض بأمر الله سبحانه وتعالي وأمر نبيه الكريم الذي قال : دعاء المظلوم مستجاب ولو كان كافرا ، فيا السيد وزير الداخلية المكلف ومدير عام الشرطة القانون قد فصل في أمر هؤلاء وما يتبعه هو تحصيل حاصل ليس إلا وغدا سوف يظهر الحق مرة ثانية وسيظهر مرة ثالثة إن لم تستقم الأمور فكن شجاعا واتخذ مايلزم من عدل ولا تظلم إني لك لمن الناصحين . (إني من منصتي…. أنظر…. حيث لا أري إلا مظلومين… يريدون عُمَرَا ) .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى