مقالات

طه مدثر يكتب: عقار و مناوي وجهان لعملة رديئة

(1) ما أعظم ثورة ديسمبر المباركة، التي جعلت للبعض قيمة ورفعت من مقامه وجعلت له بين الورى اسماً ورسماً وصفة، بعد أن كاد أن يصبح نسياً منسياً، فمنحته قبلة الحياة، فاسترد أنفاسه واستجمع قواه، وخرج على الملأ ليسب ويشتم ويلعن في ثورة ديسمبر المباركة. (2) فالسيد مالك عقار عضو مجلس السيادي الانقلابي المكلف، وفي لحظة صدق نادرة الحدوث أخرج كل ما في جوفه من هواء ساخن تجاه الثورة والثوار، ووصفهم بالارهابيين، بحجة انهم يحملون الحجارة ويرمون بها القوات الأمنية، والتي تواجه الثوار بكل أنواع البطش والقمع ، وهنا كأن عقار يريد من الثوار أن يستعملون حناجرهم فقط لإسقاط الانقلاب، وان يقابلوا ماترشقه به القوات الأمنية من رصاص حي أو قنابل الغاز المسيل الدموع أن يستقلبوه بتقديم الزهور والورود للقوات الأمنية الباطشة، ، فلماذا يتجاهل أو ينكر السيد عقار افضال ثورة ديسمبر عليه؟، وهل يحن ويشتاق الى أيام المخلوع البشير الذي منحه صفة حاكم إقليم النيل الازرق دون أي وظائف محددة، فخرج مغاضباً متمرداً، سنين عددا، لم يستطع فيها تحقيق نصر مدوي على القوات النظامية في ذلك الوقت؟، ثم قامت ثورة ديسمبر وجاءت به اتفاقية جوبا للسلام، عضوا بالمجلس السيادي الانقلابي. (3) ولا يكتمل الحديث عن عقار الا باستصحاب شقيقه في الكيد والمكر السيئ للثورة والثوار مني مناوي، فربما لا يعلم مني اركو مناوي أن تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير وجموع الشعب السوداني، هم من قاموا بثورة ديسمبر!!، وهي الثورة التي أطاحت بالمخلوع البشير الذي تفضل من قبل، بأن جعله مساعداً له، وكان مناوي هو المساعد (القاعد ساكت) لا حس لا خبر، ومناوي وبفضل الله أولاً، ثم بفضل تضافر تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير وباتفاقية جوبا للسلام، جاء حاكماً لإقليم دارفور، وأيضاً دون أن تكون له وظائف ومهام محددة، ولما لم يجد مايسد به وقت فراغه، طفق يتحدث عن قوى الحرية والتغيير، ووصفها بأنها (عريانة) ولم يقل لنا من الذي عراها، ومن الذي سيغطي عراها، ؟؟يبدو لي أن السيد مناوي، العاجز عن زيارة كثير من ولايات دارفور ومن زيارة قراه ومعسكراته، ولم يجد إلا السعي للمصالحة بين القبائل، ومعلوم أن هذه المصالحة ما تلبث قليلا وتنهار، وترجع القبائل للحرابة من جديد، فمناوي الذي فشل في إدارة الإقليم، لهو ناجح فقط في إطلاق التوصيفات والصفات، وبدلاً من (طق الحنك) الذي تمارسه آناء الليل واطراف النهار، هلا ذهبت وساعدت في ايقاف الحرب التي تدور في الإقليم، وتعمل على ارجاع النازحين والفارين الى مدنهم وقراهم؟ (4) وأخيراً نقول من يملك الرغبة في الانتصار لا يعدم الأمل، وعلى الشارع الثوري أن يفقد الأمل تماما في امثال عقار ومناوي وآخرين، يتحينون الفرص للانقضاض على الثورة، فلا خير يأتي من قبل من تنكر لثورة ديسمبر، وناكر الجميل لا حق له في الحديث عن الثورة وعن الشارع الثوري، وعليهم التشبث بالانقلابيين، والانقلاب مثل البصلة، قشرة وراء قشرة، وفي النهاية سيجني الداعمون للانقلاب الدموع، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى