مقالات

حسن عبد الرحمن: كيف نستقبل موسماً جديداً في ظل تصريحات مخيفة لوزير المالية ..؟

ربما هي المرة الاولى التي تنفض فيها الحكومة يدها تماماً عن العملية الإنتاجية، وكذلك هي المرة الاولى التي ينتصف فيها الموسم الإنتاجي “موسم الحصاد” ويكاد يقترب من العروة الشتوية وما يزال المزارعون في انتظار الحكومة لشراء إنتاجهم من القمح، وما يزيد من انغلاق أفق العملية الإنتاجية تصريحات مخيفة أدلى بها وزير المالية جبريل إبراهيم للإذاعة “الخميس” ألمح في بعضها بعدم تمكن المزارعين من دخول موسم إنتاجي جديد، فيما أشار لأخرى لإحجام صناديق الدعم الخارجية “الدولية” من دعم الإنتاج والاقتصاد، بيد إنه أشار الى أن صناديق عربية هامة أبدت رغبتها استئناف عملها في البلاد .

يعيب المنتجون على وزير المالية جبريل إبراهيم عدم التزامه شراء محصول هذا الموسم من القمح، رغم التزامه بذلك، وتحديد جدول زمني من المفترض حسب حديثه أن يبدأ قبل ثلاثة أسابيع ماضية، لكن ومع ذلك فإن الآلاف من منتجي المحصول قد حصدوا القمح وفي انتظار بدء عمليات الشراء الحكومي، مرة لتوفير المخزون الاستراتيجي للبلاد، وأيضاً لتحقيق عوائد مجزية للمزارعين حتى لايخرجوا من دائرة الإنتاج ويضمنون عودتهم دون عقبات للحقول، لكن الغريب أن وزير المالية جبريل إبراهيم قال أن الحكومة تعمل على إنشاء صندوق لدعم الزراعة ويشير الى أن العملية الإنتاجية بحاجة لتنظيم مثل الزراعة في وقت مبكر عبر تمويل مضمون، وكذلك الشراء مبكراً من المنتجين، وهو ما يثير حنق المزارعين واستغرابهم، باعتبار إنه المسؤول الاول عن توجيه الأموال وتدفقها من البنوك الحكومية للمزارعين مثل البنك الزراعي لضمان تمويل وزراعة مبكرين وكذلك بالنسبة لعمليات الشراء عبر بنك السودان لتوفير المبالغ المالية للبنك الزراعي، ويشير حديثه لمخاوف بعدم اتخاذ أي قرار حتى الآن سواء في الموسم الإنتاجي المنصرم “المستمر”، أو العروة الصيفية المقبلة

يشير أيضاً جبريل إبراهيم في حديثه الى إنهم واجهوا إيقافاً لدعم الدول الغربية بالطبع مع حدوث انقلاب “25” أكتوبر الذي يدعمه وزير المالية ويوفر له الغطاء المدني، لكنه أيضاً يعود ليعلن موافقة صناديق عربية لاستئناف عملها مجدداً في البلاد، وينوه لجاهزية الحكومة أيضاً تذليل عقبات رؤوس الأموال الوطنية العاملة في الخارج للاستثمار في البلاد، ويسوق في ذلك جملاً وعبارات “رومانسية” مثل حديثه حول الإمكانيات التي تتوفر بها البلاد، وكذلك الأرباح الضخمة التي لايمكنهم تحقيقها إلا في السودان، ومع ذلك فإنه يفشل حتى الآن في تذليل عقبة دعم المزارعين الذين حرثوا أرضهم وسهروا عليها وذللوا جميع العقبات التي واجهتهم بما فيها انكفاء البلاد مرة أخرى وخروجها عن المحيط الخارجي

وينتهي وزير المالية جبريل إبراهيم في تصريحاته للإذاعة إلى انهم يأملون في أن يتوفر سعر مجزِ للمنتجين حتى يتمكنوا من ضمان عودتهم للزراعة في موسم جديد، وحسب المزارعين فإن حديث وزير المالية يعتبر تنصلاً من مهامه أيضاً، إذ إنهم كانوا يأملون حسب حديثهم أن يقوم بالإشارة لزيادة سعر التركيز المعلن بواقع “43” الف جنيه للقمح، وإعلان أسعار شراء لمحاصيل أخرى مثل الفول السوداني والقطن، وأشاروا الى أن حديثه لايعبر عن كونه الوزير المسؤول فعلياً، وإن لغة مخاطبته لجمهور المزارعين كانت تأتي في سياق التزامات محددة، لا أمنيات ووعود، ورأوا أن تصريحاته ربما تمثل العقبة الاولى في عودة المزارعين للزراعة في الموسم المقبل، في القطاعين المطري والمروي، وإنها ستكون سبباً في التفكير قبل الدخول والمخاطرة في عملية إنتاجية غير مضمونة الجانب كما هو في حديث وزير المالية جبريل إبراهيم

ويطالب المنتجون بضرورة استبعاد وزير المالية من ملف الزراعة بصورة نهائية، على ان تتولى اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي وضع رؤية واضحة لموسم الحصاد الحالي، تبدأ بالشروع في شراء الإنتاج من القمح والمحاصيل الأخرى، وتنتهي بتمويل مضمون لمزارعي العروة الصيفة التي تبدأ عملياتها بعد أسبوعين من الآن، فيما دعوا مجلس السيادة الانتقالي للتدخل الفوري وحسم أمر الزراعة باعتبارها الحرفة التي تجمع وتعبر عن مصير الملايين من السودانيين، ويجب التعامل معها بكل جدية تتجاوز الحديث المحبط لوزير المالية حسب رأي المزارعين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى