الخرطوم – الراي السوداني
تكاليف الحياة القاسية أدت إلى ظهور عدد من (المهن الهامشية) ومن هذه المهن كانت مهنة بيع الشاي.. إضافة للعامل الاقتصادي والمعيشي القوي، وارتفاع الأسعار، وازدياد حدة هذه الاسباب جعلت الكثير من النساء يتجهن لإعالة أسرهن عن طريق بيع الشاي والاطعمة ،هذا ساهم في تغيير نظرة المجتمع السوداني لست الشاي حيث أصبح هناك نساء يعملن في بيع المشروبات الساخنة في الطرقات ويقمن بالإنفاق على أسر كبيرة لدرجة أن بعضهن قد استطعن الإنفاق على أبنائهن من عائد عملهن حتى اكملوا تعليمهم في كليات الطب والهندسة وهي من المجالات التي تحظى بالإحترام في الثقافة السودانية.
ظروف صعبة وفقر مدقع
وسط حرارة المواقد ولهيب الشمس الحارقة تفترش بائعات الشاي الأرصفة في المدن. هن “ستات الشاي، اللواتي اضطرتهن الظروف للعمل في هذه المهنة القاسية. يجلسن في الشارع ومعهن معدات بسيطة لإعداد الشاي والمشروبات الساخنة الأخرى للمارة، الذين يتحلقون حولهن أمام طاولة وضعت عليها الأكواب وإباريق الشاي ، الظروف المعيشية الصعبة، والفقر المدقع، والطلاق، وتهجير النساء من العمل الرسمي، هي بعض الأسباب التي ترغمهن على امتهان هذا العمل.
ستات الشاي موضوع استطلاعنا اليوم الذي سلطنا الضوء عليه من منظور التحقير والتهميش والنظرة الدونية التي يتعرضن لها جمله حقائق بالاستطلاع ادناه:
كفاح وكسب الحلال جميل:
بلسم انس طالبة جامعية تقول الكسب الحلال جميل جدا مهما كانت الوظيفه شنو طول ما هو في نطاق الحلال فالعمل كست شاي ابدا ما سيئ بالعكس فيهو اراده وعزيمة وحب وكفاح لتربية الابناء على الرزق الحلال وجعلهم مقدرين عفيفين السبب البخلي الناس تنظر لست الشاي نظرة سيئة هي ان في بعض ستات الشاي يمارسن عادات سيئة سببت في نبذ الوظيفة دي تاني حاجة وجود بعض الأجناس غير السودانية السيئة الطباع الشوهت سمعة نساء البلد ونحن كما نعيب المرأة نعيب الرجل برضو فاذا وجد اي خطأ المفروض ما يسير معاه ويستحسن منعه من الزيادة وايضا على الرجل حفظ نفسه ولسانه وأساليبه السيئة وعدم الخطأ مع النساء المحترمات العفيفات فليس كل النساء اللاتي يعملن في هذا المجال سيئات فهناك التي تود تربية أبناءها والتي رحل عنها زوجها وتوفى وتريد أن تطعم أبناءها رزق حلال هناك سبب آخر وهو سوء التربية والتربية هي عامل أساسي للعمل في هذا المجال فيجب تعليم الأبناء المبادئ الجيدة والأخلاق الحسنة حتى ينتجو ثمارا طيبة من شجرة مثمرة خضراء وتمد ظلها لاحفادها وكل جيلها.
نظرة قاتمة لهن
حسناء ادم طالبة بجامعة السودان قالت العادات السيئة التى يمارسنها بعض ستات الشاى جعل المجتمع ينظر الى كل الاخريات نفس النظرة مع ان العكس والله ما كل البشر واحد فى كتار شديد الظروف جبرتهم عشان يشتغلوا المهنة دى فى ناس بحكموا على حسب الزبائن يعنى بينظروا للناس القاعدة مع ست الشاى ويحكموا على اساسها مع ان والله ست الشاى ما بتكون عندها اى دخل بيهم وبتكون شغالة فى شغله الا ما ندر وحدات يكونوا محتكين بزبائنهم للدرجة دى يعنى المهم ما كل ست شاى بتكون مصاحبة او حتى بتعرف الزبائن البجوها فما مفروض نحكم عليها من زبائنها ابدا.
ظروف معيشية صعبة:
هشام بابكر قال “زي ما ربنا خلقنا مختلفين في الشكل خلقنا مختلفين في الطبع في الظروف المعيشية في الأسر في الأخلاق في التربية في ست الشاي دي مهنهدة شريفة والحمد لله رزقها حلال بس عيب المجتمع انه بينظر لي ست الشاي نظره سيئه بسبب المشاهد الحياتيه البمربيها الشخص مع المرأة من سوء اخلاق وتربية لكن ما كل ستات الشاي سيئات في البطلعو لكسب الرزق الحلال ولقمة العيش البتعيش بيها أبناءها في ستات الشاي المحافظين على نفسهم باجمل صورة وفي الغلط ودائما زي ما بقولو الشر بعم لكن معظم ستات الشاي أو الغالب الاعظم نساء كبار في السن طغت عليهن ظروف الحياة القاسية من غلاء الأسعار ورحيل الزوج أو حصول شيء ما للشخص المتكفل بهم وده السبب الخلاها تبقى ست شاي فنحن كمجتمع لازم نحسن وجهه نظرنا ليهم ونراعي ليهم احسن والمفروض ندعمهم ونساعدهم بدل ما نرمي ليهم الكلام الغلط والقبيح وهم اصلا فيهم المكفيهم والمفروض نحن لو شفنا نساء محافظين على نفسهم نحافظ عليهم مش نغريهم بمالانا ونخليهم يغلطو وفي النهاية المرأة هي العمود الأساسي لكيان الاسره عشان كده لازم نحافظ عليها ”
نضال مستمر:
تسنيم عبدالخالق طالبة قالت “كفاح ونضال مستمر لستات الشاي الغالبية العظمى امتهن هذة المهنة مجبورة على قسوة الحياة وقسوة الوضع الاقتصادي لإعالة اسرتها وغالبية ستات الشاي من المطلقات وعلى الرغم من شدة الشمس ووهج النار ونظرة المجتمع والتنمر الا انها تكافح من اجل لقمة العيش وتعاني من المضايقات والاستفزاز من بعض الشباب او السلطات ولكن هذة المهنة اصبحت الحل الوحيد لهن وغالبا ما تجد ست الشاي انها محاطة بكثير من عربات تحمل عدتها وتصادرها وعشان تسترجعا تدفع غرامات طائلة تفرض ضدها ودي من اسواء الانتهاكات التي تواجهها وتعاني ايضا من كمية التنمر في مهنتها مثلا مجموعة من الشباب يستفزونها ويعتبرونها الة جيبي وودي في حين انو ما حتكلفو شيء لو قام وشالا ويجدع ليها القروش او يجيها واحد من السلطات يشرب اتنين وتلاتة ويقول ليها ما عندي للمرة الجاية وهي تبتسم رغم الوجع وتمشيو وهي في امس الحوجة للقرشين ولا يعرفن معني الراحة ولا الاجازات ولا الاعياد كل همهن توفير لقمة العيش لأطفالهم.