باتت الخرطوم من أخطر عواصم العالم من حيث حركة التنقل وأقلها أماناً ليس لإخفاق في عمل الشرطة إطلاقاً ولكن نسبةً لانتشار الجيوش غير المنظمة بها والجماعات المتفلتة التي تسمى نفسها حركات مسلحة، هذه الجيوش التي يفوق عددها الأحد عشر جيشاً وتنتشر بالخرطوم تعتبر قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة وباتت تهدد حياة الآمنين وتروع الجميع بلا استثناء ولا استبعد أن تكون إحدى تلك الجيوش هي المتهم الرئيسي في ارتكاب جرائم القتل التي تقع بين المتظاهرين الآن .
الأسبوع الماضي اختطف ضابط رفيع متقاعد من أمام بوابة منزله وأقتيد عنوةً واقتدارا من قبل مسلحين اقتادوه إلى معسكر حركة مسلحة بكرري وأدخلوه الكركون ومارسوا عليه شتى أنواع الابتزاز والاعتداء اللفظي والجسدي وتركوه ولولا أن قائدهم صباحاً حضر وقام بتهديدهم بعدم إحضار المدنيين وأمر بإطلاق سراح الرجل وأكرم مثواه لكان قد حدث ما لا يحمد عقباه ولمات الرجل داخل زنزانة الاختطاف خاصةً أنه مريض سكر ولا يحتمل الجوع والتقلبات الجوية وحتى الآن إذا حدثت أي أعراض مرضية لذلك الرجل فأن المتهم الأول أولئك الخاطفين ولا تهمنا أية بيانات تصدر من أي جهات لتكذب مانشرنا لأنه لا أحد يجرؤ على استباحة دار هو ليس من سكانها بمعنى أنه لم يكن الخاطفون ليجرأوا على الزج بالمخطوف داخل زنزانة تلك الحركة المسلحة إن لم يكونوا ينتسبون لها وإن كان دخول معسكرات القوات أمراً سهلاً فلماذا لم يزجوا به في معسكر للدعم السريع أو معسكر للجيش مثلاً أو حتى معسكر للشرطة؟؟ وهذا يعتبر أكبر دليل على أن الخاطفين ينتسبون لتلك الحركة ونطالب بإجراءات ضدها من أعلى مستويات الدولة ..
المواطن الذي اختطف أمس الأول اختطف بواسطة عناصر من ذات الحركة وهو بريء خطفته عناصر الحركة بحجة أن أحد عماله اعتدى على أحد رفاقهم فأخذوه رهينةً إلى حين العثور على الفاعل الحقيقي فأي قانون هذا الذي يستبيح خطف الأبرياء وممارسة القهر والبطش والتحرش بقوات الشرطة والإساءة إليها من قبل هؤلاء العناصر والذين أحسب أنهم هم من اعتادوا على الخروج في التظاهرات وكيل السباب للشرطة واستفزاز القوات ولا علاقة لهم بالثوار ولكنهم يسيئون للثوار بتلك التصرفات، وأيضاً في هذه الحادثة نطالب بفتح باب التحقيق على مصراعيه لمعرفة ما يحدث .
وأخيراً ..
يا برهان أخرجوا كل الجيوش من الخرطوم قبل أن نوصي المواطنين بامتلاك الأسلحة الثقيلة للدفاع عن أنفسهم .