الشعاع الساطع
عمرالطيب ابوروف
تناقلت وسائط الإعلام وبصورة أوسع خبر استقالة د.عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء للفترة الانتقالية .
هذا الخبر وبهذه الصورة من الانتشار يحمل مدلولات كثيرة ومهمة وقبل الادلاء بالرأي في الأمر بالسلب او الايجاب يجب أن نتأمل وبموضوعية الاسباب والظروف التي حملت حمدوك للظهور والنجومية في المشهد السياسي عقب الثورة الشعبية التي انهت اعقد واعنف وارسخ تجربة شمولية يشهدها السودان كان عنوانها الرئيسي الحركة الإسلامية والتي خلا لها الجو فباضت وافرخت لثلاثة عقود برغم ما اعتراها من ملاحظات ونقد .
وعقب ذهاب نظام الإنقاذ عبر الانتفاضة الشعبية المعلومة بتراكمها التاريخي خلفت ظروف سياسية غاية التعقيد محليا واقليميا ودوليا .
فكان لابد من عراب جديد يستطيع أن يخلص الشعب و الوطن من بعض ورطاته أن هو افلح وبمساعدة الآخرين .
فكان شخص دعبدالله حمدوك هو المخلص الذي التفت من حوله حناجر الثوار واحلامهم .
وطبعت عبارة (شكرا حمدوك) كدليل وبصمة تفويض لم يحظي بها أي زعيم سوداني علي المدي البعيد او الطويل في تاريخ السودان ..
وأن ظهرت الكثير من الشواهد لانطباعية الشعب السوداني في التاريخ الحديث مع بعض من الزعماء وبذات هتافات الجماهير
اذ هتفوا للازهري ولعبود والصادق المهدي ونميري وسوار الدهب والبشير .
واخيرا حمدوك والذي ابتلي اول ما ابتلي بنهم بعض القوي السياسية المتعطشة للسلطة والحكم!! تعطش لايقل عن تعطش العسكريين فرغبة القوي السياسية وغرامها بالسلطة حملها في كثير من المرات لابرام (عقد) غير شرعي يزفها لاحضان السلطة مع المكون العسكري.
فعلها حزب الأمة وعبود ١٩٥٨ وكانت هي البشارة الاولي بالحمل بحكم عسكري عند بواكير الاستقلال وفعلها الشيوعي ونميري١٩٦٩ وفعلها الاسلاميين والبشير ١٩٨٩.
وحينما مافعلها حمدوك مكرها أخاك لابطل مع البرهان قامت عليه الدنيا و الثورة ولم تقعد بعد.
ولكن هل كان حمدوك محقا؟!! ومفوضا من قبل الثوار لفعلها مع البرهان ؟!
ام انه اكتشف مبكرا انه بين دكتاتوريتين عسكرية ومدنية فاختار أحدهما دون الاخري مسنودا ببعض القوي السياسيةالتي تعمل علي طريقة المركب التي يقوم صاحبها بحمل الحرامية ويعود ويلحق بهم الفزع !!!.
ولابد لنا من التحدث هنا وبصراحة عن الدكتاتورية المدنية والعمل علي الزامها بمبادئ الثورة دون تكويش او تمكين .
وكم تتملكنا الحيرة والاسي لاحزاب شبت في المسرح وهي في عمر التسنين السياسي ولم تبلغ الحلم بعد وظهر ذلك من خلال قياداتها المتهورة والتي لم تستطيع التمييز بعد بين الخاص والعام ويضاف عليها لميم من أشخاص ونبوت يتسيدون المسرح والمشهد وليس في جعبة أحدهم مايمكنه من اكتساح مؤتمر لجنة شعبية. ناهيك عن أصحاب الرسائل الطويلة والبكاء والعتاب لشخص د.حمدوك وقد كانوا سببا في فعل الرعونة السياسية التي انتهت الي ماانتهت اليه الأحوال من ضجة واضطراب منذ ٢٥اكتوبر٢٠٢١ .
ونحن حيال هذا المشهد المعقد نري ان فكرة استقالة د.حمدوك غير مبررة وهو الذي صرح بأنه لايتاثر بفقد الشعبيه لانه لم يعر الشعبية اهتماما بحزب زعمه وتصريحه للصحف . واكبر دليل علي ذلك انه اقدم علي التوقيع بمفرده مع البرهان!!! وبدأ يدافع انه لم يوقع تحت اية ضغوط بل لقناعاته فهلا صبر حتي اكمل قناعاته لانه الان قد سلم القنديل لغيره .
ولعله يعلم تماما أن القوي السياسية التي يتطلع لدعمها هي الاخري تحتاج لمن يدعمها حتي تاسس نفسها علي ديمقراطية حقيقية!!! فكثير من القوي السياسية ربما تخجل اذا تأملت في واقعها التنظيمي ولتوارت منه خجلا خلف الحجاب!!! فكم من رئيس يجلس بلا ارادة عضويته وكم من مكاتب ومسميات مصنوعة علي طريقة (دق الجفرة) وما احزنك ياوطني وكم أسفي علي دماءالشهداءمنذ توريت ١٩٥٥ وحتي اخرقطرةدم سقطت من شهيد اوجريح ولاتزال المدنية حلم يراود الشعب والثوار ولو بعد حين .
…وياوطن مادخلك شر …