القراية أم دق
(1)
- الذين ادعوا رفضهم للمحاصصات (السياسية والحزبية) يأتون اليوم بأخطر انواع المحاصصات القائمة على (القبلية والبندقية) . المؤهلات والكفاءات لا تورّث من خلال هذه المعايير التي لا تزيد إلا من الاقتتال والفتن ولا تضاعف إلّا من ويلات الشتات والفرقة.
- النظرة التي يتم بها التنصيب والتعيين الآن، هي نفس النظرة التي كان يعتمد عليها النظام البائد في قيام كيانات (قبلية) وتيارات (عسكرية) من اجل خدمة مصالحه وتثبيت اركان حكمه.
- بتعييناتهم هذا هم يشجعون على قيام الكتل القبلية والعسكرية لأنها اضحت هي الوسيلة الوحيدة للوصول الى القصر والسلطة.
- لقد نبذنا (القبلية) منذ الاستقلال الذي طرد الاستعمار الذي كان يعمل على تثبيت حكمه عن طريق (فرق تسد) وهي نفس النظرية التي قام عليها النظام البائد – وهم يرجعون لها الآن.
- ما جدوى ان تشتري رضا القبائل بتعيين ابنائهم في مناصب رفيعة – ليس لهم فيها غير (الديكور) والمكاتب الوثيرة والسيارات الفارهة – اما قبائلهم في الهامش فليس لهم من ذلك (النعيم) غير ان يسمعوا اسماء ابنائهم في نشرات الاخبار وهو يلتقى بالسفراء الاجانب والمنظمات الدولية.
- لقد قال الشاعر يوسف مصطفى التني في رائعته الخالدة في الفؤاد ترعاه العناية (ما بدور عصبية القبيلة) ، وخرج الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة وهو يردد (كل البلد دارفور) ليأتي هذا النظام ويقسم السلطة والثروة على هذه الإثنيات البغيضة.
- لقد شطبنا اسم القبيلة من الاوراق الثبوتية وكدنا ان نسقطها من هويتنا بفضل وعي هذا الشعب – قبل ان يعودوا بها بهذا الشكل المخيف للقصر ومجلس الوزراء والولاة.
(2)
- قلت من قبل ان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لو كان يمتلك (قبيلة) تدعمه وتقف وراء تعيينه في المنصب الذي كان يشغله لما استطاع الجيش او قائده الاطاحة به من المنصب.
- ولو كان عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان يمتلك قوة عسكرية لما تجرأت جهة على اعتقاله وإبعاده عن المنصب.
- هؤلاء الذين اتوا لهذه المناصب بمؤهلاتهم وإمكانياتهم الخاصة لو كانت تقف خلفهم قبيلة او قوة عسكرية او حركة مسلحة لبقوا في مناصبهم التي كانوا لن يبعدوا عنها إلّا بانتفاضة شعبية حقيقية.
- فات على الذين ابعدوهم من مناصبهم واعتقلوهم بعد ذلك ان الشعب هو الذي اتى بهم وهو القادر على حمايتهم وإعادتهم الى مناصبهم من جديد.
- الانتهازيون يبقون دائماً بدون قوة وبدون منطق – لذا لا خوف منهم، وان ظهروا في الفضائيات العربية ليحللوا هذه القرارات وليكسبوها الشرعية المفقودة.
- من يدافعون عن هذه القرارات هم الذين تضرروا من الثورة ومست مصالحهم بعد ان فقدوا مكانتهم الاجتماعية واهتز وجودهم في الوسط الاعلامي الذي كانت عناصره تستمد وجودها وتقوم على هذه الارتكازات بعيداً عن المهنية والمؤهلات الاكاديمية والإمكانيات الشخصية.
- من يطلق عليه اسم (مستشار) هو في حقيقة الامر لا يدافع إلّا عن امتيازاته ومخصصاته التي يكتسبها بالدفاع عن الباطل.
- الحق والعدل لا يحتاج الى مستشار اعلامي فهو بيّن وواضح لا اختلاط فيه ولا اختلاف حوله.
(3)
- ما هي قيمة عضو مجلس السيادة المدني الآن ومن سبقه في المنصب تم اعتقاله وابعد من المنصب لأنه اختلف مع المكون العسكري.
- هل يمكن ان يمتلك برطم او سلمى او غيرهم من المدنيين الذين لا قوة عسكرية لهم ولا حركة مسلحة (جرأة) على الاختلاف مع رئيس مجلس السيادة ومن سبقهم في الاختلاف تم اعتقاله؟
- ما هي قيمة رئيس الوزراء وهو ارفع منصب في الدولة في الحكومة القادمة ورئيس الوزراء (الشرعي) اعتقل وتم التحفظ عليه بعد ان ابعد عن منصبه بليل.
- ماذا تنتظرون من رئيس الوزراء القادم ورئيس الوزراء الشرعي الذي سبقه في المنصب محروم الآن من حقوقه (الدستورية) كمواطن، ناهيك عن كونه (رئيس وزراء).
- ماذا سيفعل رئيس الوزراء القادم والدكتور عبدالله حمدوك الذي دعمه العالم كله وأيده الشعب ونصره يتم التحفظ عليه؟
- أي رئيس وزراء يتم تعيينه في هذا المنصب في الحكومة القادمة سوف يكون بدون قوة او وجود او هيبة.
- لا بد انهم يبحثون عن (رئيس وزراء) منزوع منه الحياء والخجل حتى يتم تعيينه في المنصب ليتم التحفظ بعد ذلك على قراراته وتحركاته ليكون مجرد (ديكور) لرئيس الوزراء.
- هذه الصفات لا تتوفر إلّا في (الكوز).
- ما اسوأ ان يكون (رئيس الوزراء) مجرد (خيال مآته) في الحكومة لا سلطة ولا قوة له.
(4)
- بغم /
- الذين لم يحترموا (الوثيقة) الدستورية التي شهد عليها الشعب والعالم كله هل يمكن ان يحترموا (الميثاق) الذي جاءت به فئة ضعيفة في قوى الحرية والتغيير؟
- في اللغة والقوانين والأعراف والدين ايضاً (الوثيقة) اقوى من (الميثاق) الذي يكون دائماً غير مشهود وغير مكتوب عكس (الوثيقة).
- غريب ان يلغوا بنوداً في الوثيقة الدستورية وان يبقوا على البنود التي جاءت في صالحهم.. يؤمنون ببعضها ويكفرون ببعضها.
- الاغرب من هذا انهم رفضوا الاعتراف بكتلة قوى اعلان الحرية والتغيير العريضة والمؤثرة واعترفوا بمجموعة (الميثاق) الضئيلة في الحرية والتغيير.
- ما قيمة سلام جوبا اذا افتقدنا (السلام) في الخرطوم – عدد القتلى في المواكب يرتفع يوماً بعد يوم والشرطة تحدثنا عن عدد المصابين بين افرادها!!